وبحلول شهر رمضان قد تتساءل العديد من الأمهات عن إمكانية الجمع بين الرضاعة الطبيعية والصيام.

ويقول عدد من الخبراء الصحيين إنه يمكن للأم المرضع الصيام إذا كانت تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني من أي أمراض مزمنة، بشرط أن تحصل على تغذية كافية خلال فترتي الإفطار والسحور.

وتشير الأبحاث إلى أن الصيام لا يرتبط بانخفاض إنتاج الحليب أو تغييرات في تركيب المغذيات الكبرى (الدهون، الكربوهيدرات، والبروتينات) في حليب الثدي، ومع ذلك، قد يؤثر على المغذيات الدقيقة (الفيتامينات والمعادن) في الحليب.

وفي دراسة أجريت حول هذا الموضوع، وجد باحثون أن "الصيام لم يؤثر بشكل كبير على المغذيات الكبرى (البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون) في الحليب، وبالتالي لم يؤثر على نمو الرضع. ومع ذلك، كانت هناك اختلافات كبيرة في بعض المغذيات الدقيقة مثل الزنك، المغنيسيوم، والبوتاسيوم. كما تأثر الوضع الغذائي للأمهات المرضعات بسبب الصيام، حيث انخفضت مستويات جميع العناصر الغذائية (باستثناء فيتامينات A، C، وE) خلال شهر رمضان".

وتتطلب الرضاعة الطبيعية طاقة إضافية لدعم إنتاج الحليب وتلبية احتياجات الطفل، حيث تحتاج الأم المرضع إلى 350 إلى 500 سعرة حرارية إضافية يوميا مقارنة باحتياجاتها الطبيعية. ويمكن أن يتسبب الصيام في تقليل السعرات الحرارية، ما قد يؤثر على إمدادات الحليب ومستوى الطاقة، وهما أمران مهمان جدا للمرضعات.

ولذلك، يجب مراعاة عمر الطفل الرضيع وعدد مرات الرضاعة الطبيعية واستشارة الطبيب قبل البدء في الصيام.

وإذا كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر، فقد تتأثر الرضاعة الطبيعية، ومع ذلك، في المراحل المتأخرة من الرضاعة، عندما يبدأ الطفل بتناول الأطعمة الصلبة، فقد يكون من الآمن تجربة الصيام لأنه لم يعد يعتمد على حليب الأم فقط.

وإذا قررت الأم المرضع الصيام، فهناك بعض النصائح المهمة التي يمكنها اتباعها:

- استمعي إلى جسدك: توقفي عن الصيام إذا شعرت بتوعك أو إذا لاحظت تأثيره عليكِ أو على طفلك.

- تناولي المكملات الغذائية: قد يكون من المفيد تناول مكملات غذائية تدعم الرضاعة وتحتوي على المغنيسيوم، البوتاسيوم، والزنك طوال شهر الصيام.

- ركزي على التغذية السليمة: تأكدي من تناول أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن، مثل التمر، والمكسرات، والفواكه.

- اشربي الكثير من السوائل: تجنبي الجفاف عن طريق شرب كميات كافية من الماء والعصائر الطبيعية خلال الإفطار والسحور.

- احصلي على الراحة: حاولي الحصول على قسط كافٍ من الراحة لتجنب الإرهاق.

- يمكن شفط الحليب خلال فترات الإفطار وتخزينه لاستخدامه أثناء الصيام إذا لزم الأمر.

المصدر: RT