كشف مصدر حكومي عراقي بعض تفاصيل الاتصال الهاتفي بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز (الأحد). وقال المصدر لـ«عكاظ» إنه حمل رسائل غير مباشرة تشدد على البنك المركزيمنع صرف استحقاقات مالية لقيادات بارزة لديها فصائل مسلحة منخرطة في صفوف الحشد الشعبي. وأفاد بأن الرسائل تؤكد على منع صرف استحقاقات تتعلق بتعاملات خاصة بمشاريع استثمارية وأخرى تعاونية، تعود لقادة في الحشد الشعبي.

وحسب المصدر، فإن الرسائل تكشف عن احتمال صدور قرارات من وزارة الخزانة الأمريكية تقضي بفرض عقوبات على هذه القيادات، إضافة إلى مؤسسات أو مشاريع تشرف عليها.

يذكر أن الحشد الشعبي منظمة عراقية شبه عسكرية تأسست في عام 2014، وتتألف من مجموعة من الفصائل المسلحة. وسبق أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من قيادات الحشد الشعبي بسبب اتهامات بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان والانخراط في أنشطة معادية لها.

من جانبه، أعلن البنك المركزي العراقي أن «البنك غير مسؤول أو معني برواتب أو مخصصات الحشد الشعبي، وأي تبليغات تخص هذا الملف لن تصلنا مباشرة».

وأضاف: «البنك المركزي هو مصرف للدولة العراقية، ويروج التعاملات المالية للحكومة وفق كشوفات رسمية وأصولية»، إلا أن مصدرا في وزارة المالية العراقية قال لـ«عكاظ» إن عقوبات أمريكية قد تصدر قريباً وستطال قائمة بأسماء شخصيات سياسية لديها فصائل مسلحة.

وأوضح أن القائمة تتضمن أكثر من 10 أسماء بعضها من قيادات الحشد الشعبي وأخرى معروفة ولها شراكات مع قوى سياسية مهمة، لافتا إلى أن الوضع مع الولايات المتحدة قد يتجه للتصعيد، والهدف هو السيطرة على حركة الأموال في العراق وتحجيم وإضعاف من تسميهم الإدارة الأمريكية أذرع إيران، وإيقاف إمداد طهران بالعملة الصعبة عن طريق وسطاء.

وتحدث المصدر عن وجود 3 شركات مالية و3 شركات نقل تعمل جميعها ضمن الأسطول النفطي العراقي ستكون أيضاً على القائمة السوداء من أجل الضغط وإيقاف تهريب العملة والنفط.

وكان مصدر حكومي عراقي مسؤول كشف الشهر الماضي تلقي الجهات الحكومية العراقية بلاغاً رسمياً بفرض عقوبات أمريكية على 5 مصارف عراقية جديدة، لتورطها بعمليات تحويل مالي غير شرعية داخل العراق وخارجه.

وأفاد المصدر بأن العراق تلقى أيضاً بلاغاً بأن قراراً أمريكياً صدر بمنع استخدام بطاقات الدفع الإلكتروني في الخارج خلال الشهرين القادمين كخطوة لمنع تهريب العملة إلى الخارج عبر تلك البطاقات بعد رصد تحركات مالية مشبوهة من قبل الفريق الأمريكي المتخصص في متابعة التحركات المالية داخل العراق.