تصاعدت الضغوط الأميركية على الحكومة العراقية بشأن إليزابيث تسوركوف، الباحثة الإسرائيلية الروسية التي اختفت في العراق منذ مارس 2023. وفي تحرك جديد، وجهت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيرًا رسميًا لبغداد، مطالبة بـالإفراج الفوري عنها، ومهددة بعواقب سياسية واقتصادية إذا لم يتم ذلك.

ضغوط أميركية مباشرة.. ورسائل تحذيرية للحكومة العراقية

بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقل آدم بوهلر، المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، رسائل واضحة إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يؤكد فيها أن الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية الكاملة عن إطلاق سراح تسوركوف.

وأشار بوهلر في تحذير رسمي إلى أن الإدارة الأميركية لن تقف مكتوفة الأيدي إذا لم يتم الإفراج عن الباحثة قريبًا، ملمحًا إلى إجراءات عقابية ضد العراق تشمل عقوبات سياسية واقتصادية.
 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين أن حكومة بغداد تبذل جهودًا مكثفة لحل الأزمة، لكنها تواجه تعقيدات كبيرة، خاصة في ظل عدم استجابة الجهات التي تحتجز تسوركوف، والتي يُعتقد أنها تنتمي إلى كتائب حزب الله العراقي أو جماعات مسلحة أخرى.

وفقًا لمصادر عراقية، فإن السلطات العراقية تعمل منذ أشهر عبر وسطاء لمحاولة التوصل إلى اتفاق مع الجهة التي تحتجز تسوركوف، لكن لم يتم تحقيق أي اختراق حقيقي حتى الآن.

وأوضح أحد المسؤولين أن المشكلة الأساسية تكمن في أن الخاطفين لا يطالبون بفدية، ما يجعل المفاوضات أكثر تعقيدًا، حيث يبدو أن القضية ذات أبعاد سياسية أكثر من كونها عملية اختطاف تقليدية.

واشنطن تلوح بعقوبات محتملة.. هل يكون العراق الخاسر الأكبر؟

في ظل تعثر جهود الإفراج عن تسوركوف، يتزايد القلق داخل الحكومة العراقية من فرض عقوبات أميركية، حيث أشار دبلوماسي غربي إلى أن واشنطن قد تستخدم القضية كأداة للضغط على إيران، بدلاً من استهداف النظام العراقي نفسه.

وكان مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، قد أعلن الأسبوع الماضي أن بغداد تعمل على تحديد مكان تسوركوف، مشيرًا إلى أن السلطات تتعامل مع القضية بسرية عبر الوسطاء.

إلا أن المسؤولين العراقيين يخشون من أن واشنطن قد تفرض العقوبات بغض النظر عن نتائج التحقيق، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي تُعتبر كتائب حزب الله أحد أذرعها في العراق.

من هي إليزابيث تسوركوف؟ ولماذا كانت في العراق؟

تسوركوف هي طالبة دكتوراه في جامعة برينستون الأميركية وزميلة في معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة، وقد فُقد أثرها في بغداد في مارس 2023.

وفي يوليو من نفس العام، أعلنت إسرائيل أنها اختُطفت في العراق، متهمة كتائب حزب الله بالمسؤولية عن اختفائها، فيما نفى الفصيل تورطه بشكل مباشر.

ويُعتقد أن تسوركوف دخلت العراق بجواز سفر روسي لإجراء أبحاث أكاديمية حول الجماعات المسلحة في المنطقة، حيث كانت تركز في أبحاثها على الفصائل الموالية لإيران والتيار الصدري.

وفي نوفمبر 2023، بثت قناة عراقية فيديو يظهر تسوركوف للمرة الأولى منذ اختفائها، مما عزز المخاوف بشأن مصيرها، وسط غموض حول دوافع اختطافها والجهة التي تحتجزها.