كتب – محمود كمال
شنت قوات الأمن في سوريا صباح الجمعة عمليات تمشيط واسعة في غرب البلاد، بعد اشتباكات غير مسبوقة مع مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد ما أسفر عن سقوط أكثر من سبعين قتيلا وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفرضت السلطات حظر تجول في محافظة اللاذقية، التي تُعد معقل الأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد، بعد المعارك العنيفة التي اندلعت منذ الإطاحة بالأسد في ديسمبر الماضي.
واستخدمت القوات الطيران المروحي خلال المواجهات لاستهداف المسلحين، مما زاد من حدة الاشتباكات وفقا لتقارير المرصد.
وأرسلت وزارة الدفاع تعزيزات عسكرية إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس، دعمًا لقوات الأمن في مواجهة المسلحين وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
وبدأت قوات الأمن عمليات تمشيط مكثفة في المدن والقرى والمناطق الجبلية المحيطة في المحافظتين، بعد وصول تلك التعزيزات.
واستهدفت القوات فلول ميليشيات الأسد والمتعاونين معهم، داعيةً المدنيين إلى التزام منازلهم والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة.
وأسفرت المواجهات عن مقتل 71 شخصا بينهم 35 عنصرا من قوات الأمن والجيش و32 مسلحا وأربعة مدنيين، وفق آخر حصيلة صادرة عن المرصد.
واحتجزت الأطراف المتقاتلة عشرات الجرحى والأسرى خلال الاشتباكات، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني.
وأكد مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي، أن مسلحين تابعين لميليشيات الأسد شنوا هجمات منسقة على الحواجز الأمنية والدوريات في منطقة جبلة وريفها، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والمصابين بين صفوف القوات.
وبدأت التوترات في قرية بيت عانا، بعد تصدي السكان لقوات الأمن ومنعهم من توقيف أحد المطلوبين بتهمة تجارة السلاح.
واندلعت المواجهات هناك مع مسلحين تابعين للعقيد السابق سهيل الحسن، الذي كان يحظى بتأييد واسع في أوساط الموالين للأسد قبل الإطاحة به.
وشهدت اللاذقية التي تضم غالبية سكانية من الطائفة العلوية، توترات أمنية متكررة منذ سقوط الأسد، رغم تراجع حدة المواجهات في الأشهر الأخيرة.
ونفذ مسلحون موالون للأسد وعناصر سابقون في الجيش السوري، عدة هجمات على الحواجز الأمنية، وفق ما وثقه المرصد.
ويواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع تحديا كبيرا في بسط الأمن داخل سوريا، مع استمرار انتشار الفصائل المسلحة ذات المرجعيات المختلفة في عدة محافظات بعد 13 عاما من النزاع المدمر.
0 تعليق