انتقد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، ما وصفه بـ"الدول المتسلطة" في رد غير مباشر على رسالة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي طالب فيها بإجراء مفاوضات جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. جاء هذا التصعيد بعد أن حذر ترامب طهران من أنها قد تواجه عملاً عسكريًا إذا لم توافق على الدخول في محادثات نووية.
وفي تصريحاته، أكد ترامب أنه يسعى لاتفاق جديد يمنع إيران من تطوير برنامجها النووي، مشيرًا إلى أنه منح طهران فرصة للتفاوض أو المخاطرة بتعرض منشآتها النووية للاستهداف العسكري. وقال ترامب: "لقد بعثت لهم رسالة أعبر فيها عن أملي في التفاوض، لأن التدخل العسكري سيكون كارثيًا بالنسبة لهم".
خامنئي يرفض الضغوط الأمريكية
خلال لقاء مع المسؤولين الإيرانيين، قال خامنئي إن بعض الحكومات تسعى للهيمنة من خلال فرض المفاوضات، مؤكدًا أن إيران لن تخضع لهذه الضغوط. وأضاف أن "القضية لا تتعلق بالملف النووي فقط، بل تتعداه إلى فرض توقعات جديدة لن تتحقق بالتأكيد من جانب إيران".
وفي الوقت نفسه، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تسارع البرنامج النووي الإيراني، حيث أوضح مديرها رافائيل غروسي أن إيران تزيد من مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مستوى 60%، وهو أقل بقليل من مستوى النقاء اللازم لصنع سلاح نووي.
انسحاب أمريكا وتصاعد التوتر الإقليمي
كانت إيران قد وافقت عام 2015 على فرض قيود على برنامجها النووي بموجب الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. لكن إدارة ترامب انسحبت من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران، مما دفع الأخيرة إلى تسريع تخصيب اليورانيوم.
وأدى انهيار الاتفاق إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة مع تبادل الهجمات بين إيران وإسرائيل العام الماضي، على خلفية الصراعات في غزة ولبنان. وتضررت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية جراء الضربات الإسرائيلية، ما زاد من هشاشة الوضع الأمني حول المنشآت النووية.
ضغوط اقتصادية ومناورات عسكرية
تواجه إيران أيضًا ضغوطًا اقتصادية خانقة نتيجة العقوبات الغربية، إلى جانب احتجاجات شعبية بسبب تدهور الأوضاع المعيشية. في المقابل، تستعد طهران لإجراء مناورات بحرية سنوية مع روسيا والصين في ميناء تشابهار، في رسالة واضحة بأن لديها خيارات تحالفية لمواجهة الضغوط الأمريكية.
يبدو أن الأيام المقبلة ستحمل مزيدًا من التعقيد في المشهد الإيراني الأمريكي، بين محاولات التفاوض وتهديدات التصعيد العسكري، في معادلة توازن هش تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
0 تعليق