أم تحرس جثث أبنائها.. حكاية صورة أشعلت الغضب خلال أحداث الساحل السوري| شاهد - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

تصاعدت ردود الفعل في سوريا عقب انتشار مقطع فيديو خلال أحداث الساحل السوري يوثّق مأساة السيدة زرقة سباهية، البالغة من العمر 86 عامًا، التي قُتل ابناها وحفيدها على يد مجموعة مسلحة في ريف اللاذقية، بينما بقيت تحرس جثثهم لمدة أربعة أيام خوفًا من أن يتم التمثيل بها أو إحراقها.

لحظات القهر والصمود خلال أحداث الساحل السوري

وظهر في الفيديو الذي نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان مسلح يوجه كلمات ساخرة للأم المفجوعة، قائلاً: “هذول ولادك؟ استلميهم.. نحن عطيناكم الأمان بس أنتم غدارين”، بينما ردت عليه الأم بصوت صلب قائلة: “فشرت” (خسئت).

وبحسب شهادة ابنتها، فإن مجموعة مسلحة اقتحمت منزل العائلة في قرية قبو العوامية بريف اللاذقية، حيث فجّرت أقفال المنزل بالقنابل، قبل أن تنهب محتوياته وتجبر الأبناء الثلاثة على الخروج.

وتضيف الابنة بحسب وسائل إعلام أن بعض المسلحين كانوا بوجوه مكشوفة، فيما ارتدى آخرون أقنعة وأزياء عسكرية. وسأل المسلحون الأبناء عن انتمائهم الطائفي، قبل أن يطلقوا النار عليهم ويرفضوا السماح بدفنهم.

الأم تحرس الجثث رغم التهديدات

وبعد مقتل الأبناء، بقيت الأم تحرس جثثهم خلف المنزل، متحديةً التهديدات والتنكيل، خوفًا من أن تقوم القوات الأمنية بحرق الجثث، مما يحرمهم من “دفنهم كشهداء”، وفق تعبير ابنتها. ورغم المأساة، استمر المسلحون بالتردد على المنزل، يسخرون من الأم، ويروون النكات، فيما استولوا على ما تبقى من ممتلكات العائلة.

وأشارت الابنة إلى أن بعض الجناة لا يزالون يعيشون في المنزل المقابل لهم، وهو منزل تمت مصادرته من أصحابه الذين فروا من مصير مشابه. وذكرت أن والدتها طلبت من المسلحين قتلها إلى جانب أبنائها، إلا أنهم رفضوا ذلك، قائلين: “بدنا إياكم تتعذبوا أكثر”.

قرية منكوبة ونهب للممتلكات

وتحدثت الابنة عن الوضع المأساوي الذي تعيشه قريتهم، حيث نُهبت المحال التجارية والصيدليات من قبل العناصر الأمنية، مما أدى إلى نقص حاد في الأدوية والغذاء، بالإضافة إلى شح المياه والتيار الكهربائي.

وباتت القرية منطقة منكوبة، حالها كحال القرى الأخرى التي شهدت أعمال عنف وقتل جماعي في الساحل السوري.

تزايد الدعوات للمحاسبة المتورطين في أحداث الساحل السوري

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المطالبات بمحاكمات علنية لمحاسبة مرتكبي المجازر في سوريا تزايدت، خاصة مع ورود أدلة تُظهر تورط عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية في عمليات القتل الجماعي التي ما زالت مستمرة في مناطق متفرقة بالساحل السوري.

وأثارت الحادثة غضبًا واسعًا وتعاطفًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون وصحفيون بمحاسبة الجناة. وقال الإعلامي السوري موسى العمر، المعروف بقربه من السلطات الجديدة في دمشق، إن الفيديو “صادم ولا إنساني”، داعيًا لجنة التحقيق إلى محاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

أكثر من 1300 قتيل خلال أسبوع

وبحسب إحصائية جديدة للمرصد، فقد قُتل 1383 مدنيًا على الأقل، غالبيتهم العظمى من الطائفة العلوية، منذ اندلاع أعمال العنف في الساحل السوري اعتبارًا من 6 مارس.

وفي ظل هذه التطورات، أعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة تحقيق لـ”الكشف عن الأسباب والملابسات التي أدّت إلى وقوع تلك الأحداث، والتحقيق في الانتهاكات بحق المدنيين وتحديد المسؤولين عنها”.

وأكدت اللجنة، الثلاثاء، أنها عازمة على ترسيخ العدالة و”منع الانتقام” خارج إطار القانون. كما أعلنت السلطات توقيف سبعة أشخاص على الأقل قالت إنهم ارتكبوا “انتهاكات” بحق مدنيين في الساحل، وأحالتهم إلى القضاء العسكري.

بين العدالة والانتقام.. هل تنجح التحقيقات؟

يبقى السؤال الأهم: هل ستُحاسب الجهات المسؤولة عن هذه الجرائم، أم أن هذه التحقيقات ستكون مجرد محاولة لاحتواء الغضب الشعبي؟

مع تزايد الأدلة على تورط شخصيات عسكرية وأمنية في المجازر، تظل العدالة مطلبًا بعيد المنال بالنسبة لعائلات الضحايا، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات المقبلة.

اقرأ أيضًا: نظام رئاسي وإلغاء منصب رئيس الحكومة.. أبرز ملامح الإعلان الدستوري المرتقب في سوريا

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق