شهدت الدوحة أمس الأربعاء اجتماع قمة جمع وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والأردن ومصر مع مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في إطار قمة تناولت قضايا إقليمية حساسة وإجراءات إعادة إعمار قطاع غزة.
جاء الاجتماع في سياق تصاعد الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الاستقرار في الأراضي الفلسطينية وإيجاد حلول عملية لإعادة إعمار القطاع دون تهجير السكان.
قمة الدوحة تبحث خطة إعادة إعمار غزة
ناقش المسؤولون في الاجتماع الخطة العربية لإعادة إعمار غزة التي تم اعتمادها خلال القمة العربية المنعقدة في القاهرة بتاريخ 4 مارس 2025. وشملت الخطة رؤية شاملة لإعادة إعمار القطاع بتكلفة تصل إلى 53 مليار دولار، مع الحرص على عدم تهجير السكان الأصليين وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين البنية التحتية.
وأكد الوزراء على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور مع مبعوث الرئيس الأميركي، حيث اعتبر اللقاء خطوة هامة نحو تجسيد الآمال الطموحة بإعادة بناء غزة على أسس واقعية ومستدامة.
قمة الدوحة تناقش ألية إدارة قطاع غزة بعد الحرب
وفق بيان صدر عقب الاجتماع، فقد تناول المسؤولون أيضاً آلية العمل الخاصة بإدارة القطاع من خلال اللجنة الإدارية التي ستشرف على تنفيذ الخطة.
وأوضح البيان أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يهدف إلى تعزيز التنسيق بين الدول العربية وتوحيد الجهود في سبيل تقديم دعم مالي وفني عالمي لإعادة إعمار غزة.
كما تم استعراض دور اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، برئاسة حسين الشيخ، الذي حضر الاجتماع وتابع بجدية كافة البنود المقترحة.
تثبيت وقف إطلاق النار
في سياق الاجتماع، تم التأكيد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ يعتبر ذلك الخطوة الأولى نحو خلق بيئة مواتية لبدء عملية الإعمار.
وقد تطرق المسؤولون إلى أهمية العمل الجاد لتحقيق سلام عادل وشامل يقوم على حل الدولتين، حيث يعد هذا الحل الإطار الأساسي لتحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة.
كما ناقش المسؤولون سبل تعزيز الحوار بين الأطراف المعنية لتجنب التصعيد وضمان تنفيذ الاتفاقيات المبرمة سابقاً.
الرد العربي على المقترحات الأمريكية
من جهة أخرى، جاء الاجتماع في ظل محاولات مطروحة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض حلول مثيرة للجدل من شأنها تغيير ملامح القطاع الفلسطيني. حيث اقترح ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة وتحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، وهو اقتراح قوبل برفض قاطع من القاهرة وعمان واعتبرته معظم دول المنطقة بمثابة عامل مزعزع للاستقرار.
وأكد المسؤولون أن التنسيق العربي سيركز على دعم خطة مصر لإعادة إعمار غزة، ومواصلة التشاور مع المبعوث الأميركي كجزء من الجهود الدولية الرامية إلى تفعيل الإجراءات العملية.
تعزيز الجهود الدولية والإقليمية خلال قمة الدوحة
بالإضافة إلى ما سبق، تناول الاجتماع أيضاً سبل تنسيق الموقف العربي عبر مراجعة مخرجات القمة العربية غير العادية والاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في جدة.
وركزت المناقشات على أهمية الترويج للحملة التمويلية الدولية التي ستقام بمشاركة الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية والدول المانحة، وذلك بهدف تسريع عملية إعادة الإعمار وتوفير الدعم اللازم للشعب الفلسطيني.
اختتم الاجتماع بتأكيد الوزراء على ضرورة متابعة كافة المداولات والإجراءات بما يضمن استمرارية العمل المشترك على تحقيق السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وقد أُعتبر اللقاء بمثابة خطوة نوعية نحو تحقيق رؤية شاملة لإعادة إعمار غزة والارتقاء بالمستوى المعيشي لسكانها ضمن إطار دولي وإقليمي مشترك.
اقرا أيضا
نظام رئاسي وإلغاء منصب رئيس الحكومة.. أبرز ملامح الإعلان الدستوري المرتقب في سوريا
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق