ضغوط سياسية أم ترتيبات داخلية؟ كواليس استقالة جواد ظريف مساعد الرئيس الإيراني - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

أثارت استقالة جواد ظريف مساعد الرئيس الإيراني حالةً من الجدل في الأوساط السياسية وسط تقارير تتحدَّث عن ضغوط تعرَّض لها وزير الخارجية السابق من أجنحة داخل الدولة الإيرانية.

وكان مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، قد تقدم باستقالة من منصبه، موضحًا أن قراره جاء بناء على “نصيحة” من رئيس السلطة القضائية، بهدف تخفيف الضغوط على إدارة الرئيس مسعود بزشكيان.

وأثار هذا القرار تساؤلات حول خلفياته، خاصة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المتوترة التي تعيشها إيران.

أسباب استقالة جواد ظريف

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” أن ظريف قدّم خطاب استقالته إلى الرئيس، لكن لم يصدر أي رد رسمي حتى الآن بشأن قبوله أو رفضه.

وفي منشور له على منصة “إكس”، قال ظريف، إنه تعرَّض لـ”إهانات وتهديدات بحقه وبحق أفراد عائلته”، مؤكدًا أن الفترة الأخيرة كانت الأصعب في مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود.

وأوضح أن استقالته جاءتْ بعد أن نصحه رئيس السلطة القضائية بذلك، وهو ما استجاب له مباشرة، على أمل تقليل الضغوط عن الحكومة.

وأكد ظريف أنه لا يزال متمسكًا بدعمه للرئيس مسعود بزشكيان، متمنيًا له النجاح في مهامه، كما أشار إلى أنه قرر ترك منصبه لتجريد من وصفهم بـ”معرقلي الإدارة” من أعذارهم، في إشارة إلى الجهات التي كانت تمارس ضغوطًا عليه.

تزامن استقالة ظريف مع إقالة وزير الاقتصاد

تأتي استقالة ظريف في وقت يشهد فيه المشهد الإيراني تطورات أخرى، أبرزها إقالة وزير الاقتصاد، عبد الناصر همتي، من قبل البرلمان.

وواجه همتي انتقادات واسعة بسبب طريقة معالجته للأزمة الاقتصادية، خصوصًا ارتفاع معدل التضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية، ما دفع النواب إلى التصويت لحجب الثقة عنه.

ويرى مراقبون أن هذه التحولات داخل الحكومة تعكس محاولات الرئيس بزشكيان لإعادة ترتيب فريقه الحكومي، في ظل تزايد الضغوط السياسية والاقتصادية التي تواجه إدارته.

ظريف ومسيرته السياسية

شغل ظريف عدة مناصب دبلوماسية بارزة، وكان أبرزها توليه وزارة الخارجية، حيث لعب دورًا رئيسيًا في المفاوضات التي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي الإيراني عام 2015.

ومع ذلك، تعرض الاتفاق لضربة قوية عندما انسحبت الولايات المتحدة منه في 2018 خلال ولاية الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، ما أدى إلى إعادة فرض العقوبات على إيران وتفاقم أزمتها الاقتصادية.

في أغسطس 2024، عيّن بزشكيان ظريف في منصب مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية، لكنه استقال بعد أقل من أسبوعين، قبل أن يعود إلى المنصب لاحقًا. وأثيرت حينها تكهنات بأن السبب وراء الضغوط التي تعرض لها يتعلق بامتلاك أبنائه جنسية أجنبية.

تداعيات استقالة ظريف

وفق تقارير ، تسلط استقالة ظريف، إلى جانب إقالة وزير الاقتصاد، الضوء على حجم التحديات التي تواجه الإدارة الإيرانية الحالية. وبينما يحاول بزشكيان احتواء الأزمات الداخلية، تظل مسألة التوافق بين الأجنحة السياسية المختلفة داخل النظام الإيراني عاملًا رئيسيًا في تحديد مسار حكومته خلال الفترة المقبلة.

اقرأ أيضًا: مبادرة تاريخية في السعودية.. المملكة تدعو المعارضين في الخارج للعودة دون عقاب | شاهد

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق