كتب – محمود كمال
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى توسيع الهيمنة البحرية الأمريكية، معتبرا أن امتلاك أقوى بحرية في العالم لم يعد كافيًا لضمان التفوق.
ووضع ترامب عينه على قناة بنما وغرينلاند، في خطوة تستهدف مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في الممرات البحرية الحيوية.
وأكد ترامب أمام الكونغرس هذا الأسبوع عزمه على إحياء صناعة بناء السفن الأمريكية، سواء التجارية أو العسكرية، مشددا على ضرورة استعادة السيطرة على إدارة قناة بنما، متهمًا الصين بالهيمنة عليها.
وأبدى اهتمامه بضم غرينلاند وهدد بفرض ضرائب على السفن الصينية القادمة إلى الموانئ الأمريكية بأعداد كبيرة.
وورغم الضجة الإعلامية حول هذه التصريحات، يبقى تحقيق هذه الطموحات غير مؤكد خاصة مع تصاعد النزاعات البحرية العالمية وتنامي النفوذ الصيني في المحيطات.
الصين تفرض واقعًا جديدًا
أشار خبراء إلى التقدم السريع الذي تحرزه الصين في المجال البحري، ليس فقط عسكريا ولكن أيضا عبر هيمنتها على بناء السفن والاستثمار في الموانئ الكبرى وتطوير منشآت بحرية استراتيجية.
ووفقًا لمؤسسة جيمستاون البحثية، فإن بكين عززت سيطرتها الاقتصادية على الموانئ الرئيسية في نقاط الاختناق البحرية مما يشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة وحلفائها.
وتشير التقارير إلى أن شركات صينية حكومية مثل كوسكو وموانئ الصين القابضة، إلى جانب شركة هاتشيسون الخاصة، تملك نفوذا كبيرا في إدارة ميناءين داخل قناة بنما.
ويرى محللون أن تحركات ترامب تأتي في إطار سعيه لكسب تأييد الناخبين الأمريكيين، خاصة مع شعاره لنجعل أمريكا عظيمة من جديد.
وبغض النظر عن مدى واقعية هذه الطموحات، فإنها تعكس قلقا أمريكيا متزايدا بشأن الصعود الصيني، مما قد يعيد تشكيل معادلة الهيمنة البحرية العالمية.
0 تعليق