شبكة أطلس سبورت

محمود عبد الشكور: قلبي ومفتاحه قراءة عميقة لثنائية الرجل الشرس والسفيرة عزيزة - شبكة أطلس سبورت

أشاد الناقد محمود عبد الشكور بـ مسلسل قلبي ومفتاحه، حيث كتب عبر حسابه على موقع فيس بوك: "ما شاهدته من حلقات مسلسل قلبي ومفتاحه تأليف تامر محسن ومها الوزير وإخراج تامر محسن يمثل أفضل سيناريو لعمل درامي رمضاني حتى الآن.. لا أتحدث فقط عن ألعاب السرد بين عدد محدود من الشخصيات، ولكن أيضًا عن البدء من قصة البحث عن محلل، التي رأيناها من قبل في أفلام وأعمال درامية كثيرة، والانتقال بسلاسة ونعومة الى ما هو أعمق، بإعادة تأمل وتفكيك علاقات الحب في مجتمع ذكوري، هنا والآن وليس بالأمس، لنكتشف أن حكايات شخصياتنا، لم تخرج عن عالم السفيرة عزيزة القديم، ولكن بتنويعات مختلفة".

وأضاف محمود عبد الشكور: "حكاية المحلل هي المدخل فحسب، وهي أيضًا ذروة الخلل في علاقات الحب، التشوه في صورته القصوى، فرغم أن الزوج أسعد (دياب) يحب زوجته ميار (مي عز الدين)، إلا أنه يتعامل معها مثل ملكية خاصة، ورغم أنه يبحث عن طريقة لا تخالف الشرع، ويسأل عن حدود الله، حتى لا يغضبه، إلا أن ما يفعله أقرب الى العبودية الحديثة، والتهديد الصريح، وحالة الفزع والرهاب التي تعيشها الزوجة، يجعلنا أمام مأساة حقيقية، تحمل الحلقة الأولى صراحة عنوان "السفيرة عزيزة" ، فتذكرنا بفيلم سعاد حسني الشهير، وتجعلنا نرى في أسعد تنويعة في سياق آخر، وعبر تفاصيل أخرى، لشخصية المعلم التي لعبها بعبقرية عدلي كاسب، ولا مفر بالتالي أن نرى في ميار السفيرة عزيزة الجديدة، مسلوبة الإرادة والحركة".

وأكمل محمود عبد الشكور: "ستأخذ الحلقات التالية عناوين أفلام تذكرنا بشخصيات نسائية، فكأن المقارنة حاضرة دوما بالماضي، الذي يعيش راسخا في الحاضر، ولكن حكاية الزوج، والزوجة، والمحلل عزت (آسر ياسين)، ستفتح على قصتين هامتين : شقيقة الزوج، وحكايتها مع رجل يعمل عند أخيها، بل هو ذراعه اليمنى، وهو أيضا ديكتاتور صغير، يحب الفتاة، ولكن يريد أن تفعل ما يريد، بينما يبدو خائفا من شقيقها، والحكاية  الثانية عن والدة الزوج، التي يحبها نصر الطعمجي، ولكنها تتزوج من شخص آخر، بمهزلة عبثية..القصص الثلاث عامودها الأساسي هو الزوج الذي يخافه الجميع: زوجته التي تبحث عن محلل، وأخته التي تخفي عنه علاقتها العاطفية، وحبها للرقص، ويخافه أيضا نصر الطعمجي وشناوي الذي تورط في الزواج من الأم، وبسبب أسعد يتحول الحب ( وهو موجود في القصص الثلاث) الى خوف، مما يؤدي الى تشوه كامل في العلاقات المبتورة أصلا، وتصل ذروتها الكاريكاتورية بزواج الأم من شخص خطأ، بسبب ورقة في قرص طعمية".

وأضاف محمود عبد الشكور: "أسعد هو أهم شخصية درامية في المسلسل، بأداء دياب العظيم، هو الذي يصنع الأحداث، ويدفعها الى الأمام، وهو أيضا "البطل الضد" النموذجي، كل الشخصيات تلتقي بعيدا عنه، ثم يعيدها السيناريو الى أسعد من جديد، وإذا كان عدلي كاسب في الفيلم القديم شخصية شريرة على طول الخط، وشرسة طوال الوقت، فإن أسعد شخصية رمادية، أكثر ذكاء ومكرا، محب لأمه، ولزوجته، ولابنه، ولكنه سبب فوضى العلاقات الثلاث، وعنوان الحكاية كلها، ونموذج "الذكر" و"ديك البرابر". لم ينته هذا النموذج بضرب المعلم في نهاية فيلم "السفيرة عزيزة"، وإنما تكاثرت الشخصية، وظلت موجودة بموديل 2025، ومسلحة بسلطة وقوة المال، أما السفيرة عزيزة فقد فككتها المعالجة المعاصرة الى ثلاث شخصيات تحت مظله الذكر (الزوجة والأخت والأم)".

فيما قال محمود عبد الشكور: "حركة السرد إذن معقدة  للغاية" –أسعد- يجبر ميار على أن تبحث عن محلل، المحلل عزت  خاله شناوي، الذي يقودنا الى ورطة الزواج من والدة "أسعد"، ويأخذنا أيضا في تطوير جديد الى عمل عزت عند "أسعد"، لنرى حكاية حب سرية لشقيقة "أسعد"، ولكي يكتشف عزت أن من تزوجها وطلقها هي زوجة "أسعد".

لاحظ كيف يعود حضور اسم أسعد في كل مرة نبتعد عنه؟! دائرة كاملة في مركزها الزوج / الذكر / صاحب القطيع، الذي يعتقد أنه يسيطر بمهارة على هذا النظام، بينما هو سبب الفوضى كلها، هو يظن أنه يعرف كل شيء، بينما هو لا يعرف شيئا، لا عن حكاية زوجته والمحلل، ولا عن علاقة أخته بمن يعمل معه، ولا عن سر الخطاب الغرامي، الذي أدى لورطة زواج أمه.

ألعاب السيناريو ليست مجانية، لأنها في صميم معنى دائرة الفوضى التي تسبب فيها صاحب النزق والغطرسة والقهر والخوف، ورغم أن الحب حاضر وموجود، بل هو أيضا موجود في قلب أسعد، ولكن الحب مع الخوف كارثة، والحب مع الامتلاك والقهر مأساة.

اللعبة أيضا ساخرة، لأنها تصنع مفارقة عن ذلك "الإمبراطور" الذي لا يعلم شيئا، ويظن أنه يعرف كل شيء.
هذا البوست فقط في تفكيك بناء ما شهدته حتى الآن من "قلبي ومفتاحه".

أردت فقط أن نرى المسلسل بمعناه الواسع والأهم.ليست دراما عن المحلل، ولكنها عمن "يحلل" لنفسه قهر الاخرين باسم الحب.

إنها إعادة قراءة معاصرة، ذكية ومدهشة وعميقة، ل ثنائية "الرجل الشرس صاحب القطيع والسفيرة عزيزة"، والتي ما زالت تحكم مجتمعاتنا العربية والشرقية عموما حتى اليوم.

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

أخبار متعلقة :