كتب .. مصطفى محمود
حاصرت قوات الجيش في جنوب السودان، اليوم الأربعاء، منزل نائب الرئيس رياك مشار في العاصمة جوبا، فيما ألقي القبض على عدد من حلفائه، في خطوة تهدد اتفاق السلام المبرم عام 2018، والذي أنهى الحرب الأهلية في البلاد.
وأفاد متحدث باسم مشار بأن السلطات اعتقلت وزير النفط بوت كانج شول، ونائب قائد الجيش، إلى جانب مسؤولين عسكريين آخرين متحالفين مع نائب الرئيس، مشيرًا إلى أن هؤلاء المسؤولين وُضعوا رهن الإقامة الجبرية دون تقديم أي تبرير رسمي للاعتقال.
وأضاف المتحدث أن قوات الأمن انتشرت حول مقر إقامة مشار، إلا أنه تمكن من مغادرة منزله متوجهًا إلى مكتبه صباح اليوم، فيما لم يعلق رياك مشار أو حزبه "الحركة الشعبية لتحرير السودان" على الاعتقالات، لكن وزير المياه والمتحدث باسم الحزب، بال ماي دينج، اعتبر أن احتجاز المسؤولين العسكريين يشكل تهديدًا مباشرًا لاتفاق السلام.
وحذر المدير التنفيذي لمركز السلام والمناصرة، تير مانيانج جاتويتش، من أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تصعيد العنف في البلاد، وربما اندلاع “حرب شاملة”، وتأتي هذه الاعتقالات بعد أن اتهم مشار الحكومة بإقصاء حلفائه من المناصب الوزارية، محذرًا الشهر الماضي من أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى انهيار اتفاق السلام مع الرئيس سلفا كير.
وكان اتفاق 2018 قد أنهى حربًا أهلية استمرت 5 سنوات، وأودت بحياة مئات الآلاف، فيما لا تزال البلاد تشهد اشتباكات متكررة بين القبائل المتنافسة.
وتسببت الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2013، بعد إقالة كير لمشار، في مقتل نحو 400 ألف شخص، وتشريد أكثر من 2.5 مليون، كما دفعت نصف سكان البلاد، البالغ عددهم 11 مليونًا، إلى مواجهة نقص حاد في الغذاء.
وفي ظل هذه الاضطرابات، تراجع إنتاج النفط، الذي يمثل المورد الأساسي لاقتصاد جنوب السودان، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد
أخبار متعلقة :