نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إنجاز طبي وطني غير مسبوق نجاح أول عملية فصل لتوأم سيامي في سلطنة عمان - شبكة أطلس سبورت, اليوم الثلاثاء 4 مارس 2025 04:37 مساءً
سطر فريق طبي عماني إنجازًا طبيًا وطنيًا غير مسبوق، بإجراء أول عملية فصل توأم ملتصق من نوع “أمفالوإيشيوباگوس” (Omphaloischiopagus)، الذي يُعد أحد أندر أنواع التوائم الملتصقة التي تتشارك منطقة الحوض، مع ارتباط في الأمعاء والجهاز البولي والأوعية الدموية.
أجريت العملية بإشراف مباشر من معالي الدكتور هلال بن علي السبتي – وزير الصحة –، ضم الفريق الطبي عددًا من الأطباء المختصين في مجالات متعددة، ونخبة من الجراحين والمجموعات الطبية من المستشفى السلطاني ومستشفى خولة ومستشفى المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية ومستشفى نزوى الذين عملوا بتنسيق متكامل ضمن خطة طبية متطورة لضمان النتائج الفضلى.
تخضع التوأمتان حاليًا لرعاية طبية مكثفة في العناية المركزة وسط تحسن مستمر في وضعهما الصحي.
تُعد هذه العملية الأولى من نوعها في سلطنة عمان، حيث تطلبت جهودًا طبية متكاملة بمشاركة مجموعات عمانية متخصصة في مختلف المجالات الجراحية والطبية المساندة، ما يعكس التطور الذي وصلت إليه الخدمات الصحية في البلاد.
مرت العملية بمراحل دقيقة، بدأت بالتقييم الشامل، والتحضير الجراحي على عدة مراحل، تلاه إجراء عملية الفصل وإعادة بناء الأنسجة، وأخيرًا مرحلة ما بعد الجراحة التي تتطلب رعاية طبية مكثفة لضمان تعافي التوأمتين واستقرارهما الصحي.
يمثل هذا النجاح الطبي علامة فارقة في القطاع الصحي العماني، ويؤكد قدرة الكفاءات العمانية على تنفيذ أكثر العمليات الجراحية تعقيدا وفق أعلى المعايير الطبية العالمية، ما يعزز مكانة سلطنة عمان في مجال الجراحات المتقدمة.
وقال الدكتور محمد جعفر الساجواني – طبيب استشاري اول جراحة اطفال بالمستشفى السلطاني، رئيس الفريق الطبي في عملية فصل التوأمتين السياميتن: التوائم الملتصقة من الحالات النادرة جدًا، ولسوء الحظ الكثير من الاطفال لا يعيشون قبل الولادة او اثناء الولادة او ما بعد الولادة والاغلبية نتيجة تشوهات خلقية التي لديهم، وهنالك العديد من حالات الالتصاق إلا ان الالتصاق من منطقة الحوض من الحالات القليلة جدًا خاصة لدى البنات وهو ما يزيد من تعقيدها لوجود العديد من الاجهزة في هذه المنطقة المعقدة.
وأضاف: كنا نتابع الحالة اثناء الحمل وكان هنالك تواصل بينا وبين اطباء الحوامل، وقررنا ان يتم اجراء العملية هنا في السلطنة ونتولى علاجهم، والحمدلله الولادة جرت بكل يسر ونقلوا إلى العناية المركزة للاطفال الخدج، وواجهتنا بعض التحديات إلا اننا ولله الحمد استطعنا تجاوزها، استطعنا خلال 11 شهرا من التحضيرات والاجتماعات والاشعات على معرفة مكان الالتصاق والاجهزة المشتركة بين التوأمتين، ومما لا شك به ان ما ساعدنا في التحضير للعملية هو التخصصات والكفاءات العمانية الموجود في السلطنة ، أجرينا العملية في السابع من فبراير للعام 2025 لمدة 19 ساعة والحمدلله تم فصل الطفلتين بنجاح.
وأشار الدكتور مهند محمد بطل – طبيب استشاري جراحة اطفال إلى العلامة الفارقة الذي يمثله النجاح الطبي في القطاع الصحي العماني، مما يؤكد قدرة الكفاءات العمانية على تنفيذ أكثر العمليات الجراحية تعقيدًا وفق أعلى المعايير الطبية العالمية، مما يعزز مكانة سلطنة عمان في مجال الجرحات المتقدمة.
وأوضح الدكتور علي بن طالب بن جمعة الجابري -طبيب استشاري أول عناية مركزة حديثي الولادة، رئيس قسم العناية المركزة لحديثي الولادة- في كلمة له: الحالة اكتشفها أطباء النساء والولادة مبكرا ومن ثم نُسِق مع أطباء العناية المركزة لتكون ولادة آمنة، حيث تمت بعملية قيصرية، وتكللت الجهود بعمل مؤسسي وتخطيط لمدة ما يقارب سنة، بدأت بمتابعة يومية لحالة التوأمتين التي كانت بها مضاعفات تُغلِب عليها، ومن ثم التخطيط مع أطباء الجراحة والتخدير والتجميل والأشعة.
وأضاف: هذا النجاح هو نجاح النظام الصحي ونجاح الأطباء العمانيين القادرين على تنفيذ هذه العمليات النادرة.
وقالت الدكتورة نوال بنت عبد الله بن راشد الشرجية – طبيبة استشارية جراحة مسالك بولية أطفال- : “كنت ضمن الفريق الطبي للحالة، في مثل هذه الحالات التوائم السياميين الملتصقين من الحوض ، تكون هناك اختلاطات في المسالك البولية حيث كان هناك اشتراكا في الحوالب التي كانت أبرز التحديات التي واجهناها خلال الجراحة، الحمد لله لدينا فريق متميز من أطباء الأشعة الذين ساعدونا في كشف هذه الالتصاقات الموجودة في الحالة، حتى نستطيع أن نتعامل معها ونخطط لها منذ 11 شهرا”.
أما الدكتور مسعود بن ناصر العبدلي – طبيب استشاري جراحة عظام أطفال بمستشفى خولة- قال : “أسند إليً تكوين فريق جراحة عظام الأطفال ، حيث شُكل الفريق من مختلف التخصصات المعنية بجراحة عظام الأطفال منها جراحة العمود الفقري وجراحة الحوض من مختلف المستشفيات، عقدنا الكثير من الاجتماعات التحضيرية لمناقشة التفاصيل سواء داخل الفريق نفسه أو مع التخصصات الأخرى للاستعداد لهذه العملية، دورنا كوننا جراحين عظام أطفال في فصل التوائم في منطقة الحوض عمل قطع حوضي لتقريب الأطراف السفلية مع بعضها.
وأضاف: كانت تجربة مثيرة للاهتمام وأشكر معالي الوزير على منح الثقة للطاقم الطبي وأشكر إدارة المستشفى السلطاني ومسشتفى خولة للتعاون المثمر الذي أدى إلى نجاح العملية.
وأشار الدكتور شيخان الهاشمي –طبيب استشاري جراحة ترميم وتجميل أطفال بمستشفى خولة- إلى أن حالة الالتصاق السيامي من الحالات النادرة على مستوى العالم وهذه الحالة بالذات الالتصاق في منطقة الحوض من أكثر الحالات ندرة إذ تتطلب تحضيرا مبكرا، فالفائدة الأساسية في عملية فصل التوائم السيامية هي تحضير الأنسجة بحيث كل طفلة تتمكن من المحافظة على الأنسجة الحيوية والأعصاب والشرايين الرئيسة وهذا ما تم ولله الحمد من تحضير الأنسجة وترميم عضلات منطقة الحوض مع المحافظة على الأنسجة الأساسية المهمة.
وقالت الدكتورة رملة مال الله القصاب –طبيبة استشارية أولى تخدير وعناية مركزة ، مديرة فريق التخدير لعملية فصل التوائم : التخدير في أي عملية جراحية هي من أهم المارحل التي تضمن نجاحها، تم التحضير من قبل فريق التخدير في لحظة قرار عمل العملية في المستشفى السلطاني، بدأنا بتشكيل فريق تخدير بكل عناية من أطباء فنيين وممرضي تخدير إضافة إلى مراجعة جميع بروتوكولات التخدير في مثل هذه العمليات الجراحية خصوصا وان لاول مرة تتم في السلطنة، ومن أهم الاشياء التي عملنا عليها خلال الفترة الماضية هي خطوات التخدير.
وأوضحت الدكتورة فرحانة بنت إسحاق العثمانية -طبيبة استشارية في العناية المركزة للأطفال بالمستشفى السلطاني- في كلمة لها أن العملية كانت طويلة جدا قرابة 19 ساعة، كانت حالة التوأمتين حرجة حين انتهاء العملية، ومثل هذه العمليات التي تستغرق مدة طويلة تسبب مضاعفات والتهابات ولكن تم التعامل مع الحالة بتميز، قدمنا لهم العناية الصحية اللازمة ولله الحمد.
وقال سعيد المصلحي، والد التوأمتين الملتصقتين اللتين أصبحتا الآن منفصلتين: “الحمد لله على كل شيء، أولا وقبل كل شيء أود أن أعرب عن امتناني العميق لإدارة المستشفى ووزارة الصحة وقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد –حفظه الله، كان الأمر مخيفًا بعض الشيء ولكن عندما أتينا إلى المستشفى أظهروا لنا أن كل شيء سيكون طبيعيًا، أخبرونا أنهم حصلوا على دعم الوزارة لإجراء هذه العملية من الإدارة العليا بالوزارة، استمرت العملية 19 ساعة متواصلة تكللت بالنجاح والحمد لله.
وأشارت رقية الجردانية – ممرضة، مسؤول جناح العمليات : عقدنا العديد من الاجتماعات والتحضيرات للتجهيز إحتياجات إجراء العملية ، تم التنسيسق مع الفرق الاخرى ومن مستشفى خولة، قدموا لنا الدعم من كوادر واحتياجات للعملية حتى انتهاء عملية فصل الطفلتين.
الجدير بالذكر أن نسبة حدوث التوأم الملتصق عالميًا تقدر بحالة واحدة لكل 200,000 إلى 1,000,000 ولادة، بينما يُعد نوع “أمفالوإيشيوباگوس” من أندر الحالات المسجلة، ما يجعل هذا النجاح الطبي العماني إنجازًا استثنائيًا.
أخبار متعلقة :