كشفت الباحثة في برنامج علوم الفلك والفضاء الإثرائي، جنى المسعودي، عن رابط مذهل بين النجوم وتكوّن المادة العضوية، أساس الحياة، مؤكدة أن المواد المكونة لأجسامنا هي ذاتها التي نشأت من النجوم والكواكب.
وقالت المسعودي إن الجزيئات الصغيرة مثل السيليكون والكربون والهيدروجين، المنتشرة في الفضاء، تشكلت نتيجة انفجارات النجوم، لتصبح اللبنات الأساسية لبناء الكون.
تأتي هذه المعلومات لتلقي الضوء على اكتشافات علمية بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي، حيث قلب تحليل العالم ماكيلار لجزيئات مثل ”الميثيلين“ بين النجوم، المفاهيم السائدة حول النشاط الجزيئي في الفضاء.

بيئة غنية بالتفاعلات

أكدت اكتشافات لاحقة، كأيون الهيدروكسيد عام 1963 والفورمالدهايد عام 1969، وجود مركبات عضوية معقدة بين النجوم، مما عزز فرضية أن الفضاء ليس مجرد فراغ، بل بيئة غنية بالتفاعلات الكيميائية.
وأضافت المسعودي أن النجوم ليست مجرد مصادر للضوء والحرارة، بل هي ”مصانع“ كونية تنتج وتوزع المركبات العضوية المعقدة في الفضاء، مستشهدة بأبحاث العالم كوك التي أظهرت تشابه هذه المواد مع تركيبة النيازك.

قصف الأرض المبكر

بينما يُعتقد أن قصف الأرض المبكر بالمذنبات قد نقل هذه الجزيئات، إلا أن دورها المباشر في نشأة الحياة لا يزال قيد البحث والدراسة المكثفة.
ورغم البيئة الفضائية القاسية، التي تشمل الإشعاعات الكونية والنيازك الدقيقة، رصد العلماء - بفضل التقنيات الحديثة - وجود 256 نوعًا جزيئيًا مختلفًا، بما في ذلك مركبات ما قبل حيوية.
وأكدت على أن فهم هذه العمليات المعقدة لا يقتصر على كشف أسرار تكوّن الحياة على الأرض فحسب، بل يمثل محورًا رئيسيًا لعلوم الفلك والكيمياء الحيوية، ويفتح آفاقًا جديدة لفهم أعمق للكون ومكاننا فيه.