مصر تقترح خطة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار كبديل لمقترح ترامب - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

القاهرة (خاص عن مصر)- في خطوة جريئة في قمة جامعة الدول العربية في القاهرة، مصر تقترح خطة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار لإعادة بناء القطاع، مما يوفر بديلاً صارخًا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل للمنطقة.

وفقا لتقرير الجارديان، تركز الخطة المصرية على التنمية الاقتصادية طويلة الأجل والإغاثة الطارئة وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة في غزة، مع التركيز على السماح للفلسطينيين بالبقاء في أراضيهم.

رؤية جديدة لغزة: مصر تقترح خطة إعمار غزة

تحدد خطة مصر، المقدمة في وثيقة من 112 صفحة، استراتيجية من مرحلتين تهدف إلى تنشيط غزة، التي دمرتها أكثر من عام من الصراع المكثف، يتضمن الاقتراح مشاريع طموحة مثل الميناء التجاري ومركز التكنولوجيا والفنادق الشاطئية والمطار، إلى جانب البنية التحتية الأساسية مثل الطرق والمرافق والخدمات العامة.

توضح الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والمضمنة في الاقتراح تطورات سكنية نابضة بالحياة ومساحات مجتمعية مصممة لتعزيز الشعور بالاستقرار والتعافي.

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية أن هدف خطة إعادة الإعمار هو ضمان قدرة الفلسطينيين على “البقاء على أرضهم”، ورفض أي فكرة عن النزوح.

يُقدَّم تركيز الخطة على إعادة بناء غزة وضمان استمرارية الوجود الفلسطيني على أنه تناقض مباشر مع خطة ترامب، التي تعرضت لانتقادات واسعة النطاق لاقتراحها نقل الفلسطينيين، وهو الاقتراح الذي يرى الكثيرون أنه يعزز التطهير العرقي.

اقرأ أيضا.. الصين تكشف كنزا مخفيا.. احتياطيات الثوريوم اللانهائية تزود البلاد بالطاقة لـ 60 ألف عام

السؤال غير المحلول: من سيحكم غزة؟

على الرغم من نطاقه الطموح، فإن اقتراح مصر يترك أسئلة حاسمة مفتوحة فيما يتعلق بحكم غزة، تذكر الوثيقة دعم لجنة إدارية فلسطينية لكنها تفشل في توفير إطار واضح لمن سيدير ​​المنطقة بعد إعادة الإعمار، وقد أثار الافتقار إلى الوضوح بشأن هذه القضية مخاوف، خاصة في ضوء الانقسامات السياسية المستمرة داخل القيادة الفلسطينية.

ولم تحظ المقترحات بدعم من إسرائيل، القوة المحتلة لقطاع غزة، والتي كانت تاريخيا تخنق مثل هذه الجهود لإعادة الإعمار، ولطالما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رغبته في السيطرة الدائمة على الأراضي الفلسطينية، مما يجعل من غير المرجح أن تدعم إسرائيل أي خطة لا تتوافق مع مصالحها الاستراتيجية.

حماس ترفض فرض المشاريع من الخارج

إن الوضع داخل غزة يزداد تعقيدا بسبب الوجود السياسي لحماس، الجماعة الإسلامية التي تسيطر على غزة وتظل قوة سياسية كبيرة على الرغم من تعرضها للضرب بسبب الصراع، وقد رفضت حماس بشدة أي محاولة خارجية لفرض المشاريع على الفلسطينيين، وأكدت موقفها بأن أي خطة لغزة يجب أن تحترم تقرير المصير الفلسطيني.

أوضح مسؤول حماس سامي أبو زهري أن الجماعة تقف ضد نقل الفلسطينيين من غزة، داعيا إلى قمة جامعة الدول العربية في القاهرة “لإحباط” أي محاولات من جانب إسرائيل أو أي أطراف أخرى لتهجير السكان الفلسطينيين.

إن رفض الجماعة للتدخل الخارجي يسلط الضوء على التعقيدات التي تكتنف التوصل إلى إجماع بشأن أي جهود لإعادة الإعمار في غزة.

دعم الأمم المتحدة والمخاوف الإقليمية

حظي الاقتراح المصري بدعم من الأمم المتحدة، حيث عرض الأمين العام أنطونيو جوتيريش تأييده، وأكد جوتيريش أن الأمم المتحدة مستعدة للتعاون الكامل في جهود إعادة الإعمار، مشددًا على أهمية المبادرات التي تقودها الدول العربية لمعالجة احتياجات إعادة بناء غزة.

كما دعا إلى استئناف فوري لمفاوضات وقف إطلاق النار، حيث لا يزال الوضع الإنساني في غزة مزريًا، مع مقتل ما يقرب من 50 ألف فلسطيني وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية.

مع ذلك، في حين أن دعم الأمم المتحدة مهم، فمن غير الواضح كيف سيمضي الاقتراح دون دعم إسرائيل ومع الديناميكيات السياسية المعقدة على الأرض في غزة، بما في ذلك سيطرة حماس على المنطقة.

خطة ترامب المثيرة للجدل بشأن غزة

على النقيض من ذلك، أثارت خطة ترامب انتقادات واسعة النطاق لاقتراحها “استعمار” غزة بشكل فعال، اقترح الرئيس الأمريكي أن تسيطر الولايات المتحدة على غزة، مع نقل الفلسطينيين إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر، ووصف المنتقدون خطته بأنها “نهج قائم على تطوير العقارات”، ووصفوها بأنها محاولة للتطهير العرقي.

تتضمن رؤية ترامب لغزة تطوير المنطقة وتحويلها إلى مركز تجاري، مع تهجير سكانها الفلسطينيين، وقد لاقت هذه الخطة إدانة واسعة النطاق بسبب تجاهلها لحقوق الفلسطينيين وتقويضها لإمكانية التوصل إلى حل الدولتين.

التحديات المقبلة: التمويل والديناميكيات الإقليمية

يحدد الاقتراح المصري مرحلتين: مرحلة التعافي الأولية التي تستمر ستة أشهر وتركز على الإغاثة الطارئة والملاجئ المؤقتة، تليها مرحلة إعادة الإعمار التي تستمر أربعة أعوام ونصف العام، ويشمل ذلك بناء المنازل والمدارس والمستشفيات والبنية الأساسية الحيوية مع إنشاء مناطق اقتصادية جديدة لدفع عجلة التنمية.

مع ذلك، فإن نجاح الخطة يتوقف على تأمين التمويل من دول الخليج الغنية بالنفط مثل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، والتي من المتوقع أن تلعب دوراً محورياً في تمويل جهود إعادة الإعمار.

يظل السياق الجيوسياسي متوتراً، حيث يواصل اللاعبون الإقليميون محاذاة أنفسهم على جانبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويُنظر إلى خطة مصر باعتبارها وسيلة لتأكيد الزعامة العربية في تعافي غزة بعد الحرب، ولكن بدون تعاون إسرائيل وفي ظل مقاومة حماس، يظل الطريق إلى التنفيذ الناجح غير مؤكد.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق