يُعد الطواف حول الكعبة المشرفة من الشعائر الإسلامية العظيمة التي يؤديها المسلمون خلال الحج والعمرة، وهو عبادة ترتبط بأصول دينية عميقة. 

لماذا نطوف حول الكعبة؟

وطبقا لـ تحيا مصر ، في هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية مجموعة من الشروط التي يجب توفرها لصحة الطواف، إضافة إلى الحكمة الكامنة وراء هذا الركن الأساسي من مناسك الحج والعمرة.

شروط صحة الطواف

أكد الشيخ علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك ستة شروط أساسية يجب توافرها لضمان صحة الطواف حول الكعبة، وهي:

الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر: إذ يُشترط على المسلم أن يكون متوضئًا قبل الطواف، استنادًا إلى قول النبي ﷺ: «الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاةٌ، إلا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ» (رواه الترمذي). البدء من الحجر الأسود والانتهاء إليه: وهو ما يتوافق مع سنة النبي ﷺ في أداء الطواف. جعل الكعبة على يسار الطائف: أي أن يكون دوران المسلم حولها بعكس اتجاه عقارب الساعة. الطواف خارج حجر إسماعيل: لأن الحجر يُعد جزءًا من الكعبة، ومن طاف داخله لم يُعتبر طوافه صحيحًا. إتمام سبعة أشواط كاملة: وفي حال الشك في العدد، يجب البناء على الأقل. الموالاة بين الأشواط: أي أن تتم الأشواط السبعة دون انقطاع طويل، وهو شرط عند المالكية والحنابلة، في حين يعتبره الحنفية والشافعية سنة.

الحكمة من الطواف

بدوره، أوضح الشيخ محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء المصرية، أن الطواف حول الكعبة ليس مجرد حركة دائرية، بل هو تعبير عن الامتثال لأوامر الله، وتعظيم لشعائره.

وأشار وسام إلى أن الكعبة، رغم كونها بناءً من الحجارة، إلا أن الطواف حولها يعكس معاني روحية عميقة تتعلق بالإيمان والخضوع لأوامر الله. 

وأضاف: «نحن كمسلمين نؤدي العبادات التي فرضها الله دون أن نتوقف عند أسبابها، فجوهر الإسلام هو التسليم المطلق لله في التشريعات».

دوران الطواف وحكمته الروحية

كما أشار وسام إلى أن دوران الطواف عكس اتجاه عقارب الساعة يحمل دلالة كونية، حيث يتوافق مع حركة الأفلاك في الكون، مما يعكس انسجام الإنسان مع النظام الكوني الذي أوجده الله.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الطواف يُعد صلاة، لكنه صلاة يجوز فيها الكلام، وهو ما يستوجب الطهارة قبل أدائه، اقتداءً بسنة النبي ﷺ الذي قال لعائشة رضي الله عنها: «افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي» (متفق عليه).

يظل الطواف شعيرة إيمانية تعكس الارتباط الوثيق بين المسلم وربه، إذ يقف الإنسان في خشوع أمام بيت الله الحرام، مجسدًا بذلك أسمى معاني العبادة والتسليم لأوامر الخالق.