في تطور جديد ينذر بتصعيد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعرفات جمركية مرتفعة تصل إلى 200% على المنتجات الكحولية الأوروبية. جاء هذا التهديد عبر منشور له على منصة "تروث سوشيال"، حيث أوضح أن هذه الرسوم سيتم تطبيقها فوراً في حال لم تتراجع بروكسل عن قرارها بفرض تعرفات بنسبة 50% على المنتجات الكحولية الأمريكية. ويبدو أن هذا الإجراء يعكس استياء ترامب المتزايد مما يصفه بالسياسات التجارية العدائية التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي تجاه الولايات المتحدة.

انتقادات حادة لسياسات الاتحاد الأوروبي

في منشوره، وجه ترامب انتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي، واصفاً إياه بأنه "واحد من أكثر السلطات عدائية في مجال التعرفات والضرائب على مستوى العالم". وأشار إلى أن الهدف الأساسي من تأسيس الاتحاد، من وجهة نظره، هو استغلال الاقتصاد الأمريكي، مستشهداً بتعرفاته التي تقارب 50% على المنتجات الكحولية الأمريكية كدليل على ذلك. وأكد أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي، محذراً من أن تعرفات بنسبة 200% ستُفرض قريباً على المنتجات الكحولية الأوروبية إذا لم يتم إلغاء الرسوم الأوروبية على الفور.

الاتحاد الأوروبي يرد بتعرفات مضادة

يأتي تهديد ترامب في أعقاب قرار الاتحاد الأوروبي، الذي أُعلن يوم الثلاثاء، بفرض تعرفات مضادة على سلع أمريكية تصل قيمتها إلى 26 مليار يورو، على أن تدخل حيز التنفيذ بداية من الشهر المقبل. ويُعد هذا القرار رداً مباشراً على السياسة الأمريكية التي فرضت تعرفات بنسبة 25% على منتجات الصلب والألمنيوم المستوردة من أوروبا. وتبرر بروكسل خطوتها هذه بأنها تهدف إلى حماية مصالحها الاقتصادية في مواجهة الإجراءات الأمريكية التي تراها غير عادلة.

موقف المفوضية الأوروبية: إجراءات قوية ومتناسبة

من جانبها، دافعت رئيسة المفوضية الأوروبية عن القرار الأوروبي، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي ملزم بالتحرك لحماية المستهلكين والشركات داخل دوله الأعضاء. ووصفت الإجراءات المضادة التي اتخذتها بروكسل بأنها "قوية لكنها متناسبة"، مشيرة إلى أنها تهدف إلى تحقيق التوازن بين الرد على السياسات الأمريكية والحفاظ على استقرار العلاقات التجارية. وتُظهر هذه التصريحات تصميم الاتحاد الأوروبي على عدم التراجع عن موقفه، مما قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد التجاري بين الطرفين.