وسط أزمة إنسانية متفاقمة واستمرار التوترات السياسية والعسكرية، يثار الجدل حول الجهة التي ستتولى إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
ففي ظل تعقيدات الأوضاع الميدانية والخلافات بين القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل، ظهر توجه جديد قد يغير طريقة التعامل مع ملف الإغاثة في القطاع المحاصر.
تحول في الموقف الإسرائيلي
في خطوة غير معهودة، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، استعداده لتولي القوات الإسرائيلية مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة،
وهو ما يشكل تغييرًا جذريًا في سياسة الجيش مقارنة بسلفه، هرتسي هليفي، الذي رفض بشدة أي تدخل عسكري في إدارة الجوانب المدنية للقطاع.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن زامير أبلغ القيادة السياسية بأن الجيش الإسرائيلي لم يعد يعارض الإشراف على إدخال المساعدات، بل أنه مستعد لتحمل هذه المسؤولية أو السماح لأطراف خارجية بإدارتها تحت حمايته.
هذا الموقف يتناقض مع رؤية هليفي، الذي فضل النأي بالجيش عن أي دور مدني في غزة، ما أدى إلى توترات مع المستوى السياسي في إسرائيل.
دور شركة أمريكية في إدارة الإغاثة
إلى جانب التحولات داخل الجيش الإسرائيلي، برزت معلومات تفيد بأن شركة أمريكية، تتولى حاليًا الإشراف على مرور المدنيين في غزة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، قد تكون المرشحة لتولي إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية بدعم من الجيش الإسرائيلي.
وتثير هذه الخطوة تساؤلات حول مدى قبولها من قبل الجهات الفلسطينية والمنظمات الإنسانية الدولية، خاصة أن إشراف الجيش الإسرائيلي على الإغاثة قد يُنظر إليه على أنه محاولة للتحكم بالمساعدات وتوظيفها كورقة ضغط سياسي.
تعطيل المساعدات رغم استمرار الهدنة
وعلى الرغم من استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في 19 يناير 2025، إلا أن إسرائيل أوقفت منذ أكثر من أسبوع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع الذي يعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
وفي إجراء تصعيدي، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، قبل أيام أنه أصدر تعليماته بوقف إمدادات الكهرباء والمياه عن غزة، في خطوة أثارت انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية.
أزمة إنسانية متفاقمة جراء منع المساعدات في غزة
وفقًا لمصادر فلسطينية، فقد دخلت 7926 شاحنة مساعدات إلى القطاع منذ بدء الهدنة، وهو رقم ترى منظمات الإغاثة أنه غير كافٍ لسد الاحتياجات المتزايدة لسكان غزة، الذين يواجهون كارثة إنسانية بعد أكثر من 15 شهرًا على الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، إثر هجوم شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية.
كما أكدت منظمات الأمم المتحدة أن السلطات الإسرائيلية تضع العديد من العراقيل أمام دخول المساعدات، رغم الحاجة الملحة لها، ما يفاقم من معاناة السكان الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية مأساوية في ظل استمرار الحصار ونقص المواد الأساسية.
خلافات حول مستقبل إدارة المساعدات في غزة
وسط هذه التطورات، يظل السؤال مطروحًا حول الجهة التي ستتولى إدارة المساعدات في غزة خلال المرحلة المقبلة. فبينما تسعى إسرائيل إلى إحكام سيطرتها على العملية عبر الجيش أو من خلال جهات خارجية حليفة.
تطالب المنظمات الدولية بضرورة ضمان توزيع المساعدات عبر هيئات مستقلة بعيدًا عن أي تدخلات عسكرية أو سياسية، لضمان وصولها إلى مستحقيها بعيدًا عن أي حسابات أخرى.
اقرأ أيضا
رغم اتفاق الشرع وعبدي.. دمشق تمنع مقاتليها من التوجه إلى مناطق قسد- ما القصة؟
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق