نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“مانوس” وكيل الذكاء الاصطناعي الصيني.. هل هو إنجاز حقيقي أم مجرد ضجة تسويقية؟ - شبكة أطلس سبورت, اليوم الأربعاء 12 مارس 2025 02:18 مساءً
أثار إطلاق وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد (مانوس) Manus، الذي طورته شركة (Monica) الصينية الناشئة، جدلًا واسعًا في أوساط التكنولوجيا العالمية، إذ تدعي الشركة أن (مانوس) هو أول وكيل ذكاء اصطناعي عام في العالم، وقادر على إنجاز مهام معقدة باستقلالية كاملة.
ومع ذلك شكك العديد من الخبراء والمتخصصين في صحة هذه الادعاءات، قائلين إن قدرات (مانوس) لا ترقى إلى مستوى الإنجازات التي حققتها شركة (DeepSeek) في وقت سابق.
وجاء إعلان الوكيل أيضًا مصحوبًا انتشر كالنار في الهشيم، وأشعل فتيل نقاش حاد عبر منصات التواصل الاجتماعي بين المؤيدين والمعارضين، فقد أشاد الكثيرون بقدرة (مانوس) على أداء مهام معقدة بنحو مستقل في العالم الحقيقي، متجاوزًا حدود النماذج التقليدية التي تقتصر على تقديم إجابات نصية، في حين شكك آخرون في مدى استقلاليته وفعاليته، مشيرين إلى ثغرات محتملة ومثيرين مخاوف جدية بشأن الخصوصية.
ومن ثم؛ يبرز سؤال أساسي، هو: هل يمثل هذا الوكيل فعلًا نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي، أم أنه مجرد محاولة لجذب الانتباه في سوق مزدحم بالابتكارات؟ إليك كل ما تحتاج إلى معرفته عن (مانوس) أول وكيل ذكاء اصطناعي مستقل في العالم:
ما قدرات (مانوس)؟
طُور (مانوس) استنادًا إلى مفهوم الأنظمة المتعددة الوكلاء، إذ يجمع بين عدة نماذج ذكاء اصطناعي مختلفة لتنفيذ المهام باستقلالية تامة، دون الحاجة إلى تدخل بشري متكرر، فبمجرد تلقي التوجيه الأولي من المستخدم، يستطيع الوكيل إكمال المهمة من البداية إلى النهاية، وذلك ما يميزه عن روبوتات الدردشة التقليدية.
ويظهر مقطع فيديو إطلاقه قدرته على فرز السير الذاتية، وتصنيف المرشحين، وتنظيم البيانات في جداول إلكترونية في غضون ثوانٍ معدودة، مما يدل على سرعته وكفاءته.
وقال ييتشاو بيك جي، المؤسس المشارك وكبير العلماء في (Manus AI): “هذا ليس مجرد روبوت دردشة تقليدي أو أداة لأتمتة سير العمل، إنه وكيل مستقل كليًا يربط بين مرحلتي التصور والتطبيق الفعلي”.
وتؤكد الشركة أن (مانوس) يمتلك قدرات متقدمة تشمل: تحليل توجهات سوق الأسهم بدقة، واستخلاص البيانات من مواقع الإنترنت المختلفة، وحتى إنشاء مواقع ويب تفاعلية بالكامل، ويعمل النظام عبر السحابة، مما يتيح له مواصلة أداء مهامه حتى عندما يغادر المستخدمون المنصة، وهي ميزة تعزز من مرونته واستدامته.
كما يشير موقع (Manus) الرسمي إلى تفوقه على وكيل (Deep Research) من OpenAI في معيار (GAIA)، وهو معيار يستخدم لمقارنة أداء النماذج. ومع ذلك، فإن الوصول إلى (مانوس) يقتصر على مجموعة مختارة من المستخدمين في الوقت الحالي، ويتطلب دعوة خاصة للمشاركة في الاختبار.
من الذي طور (مانوس)؟

طُور وكيل الذكاء الاصطناعي (مانوس) بواسطة شركة (Monica) الصينية الناشئة، التي تشير التقارير إلى أنها تابعة لشركة تُسمى (The Butterfly Effect)، وتؤكد سياسة الخصوصية الخاصة بـ (مانوس) أن شركة (The Butterfly Effect) هي كيان مسجل في سنغافورة.
وتمتلك شركة (Butterfly Effect) مكاتب في بكين ووهان وفقًا لصحيفة (SCMP)، ويُقال إن الشركة لا تضم سوى بضع عشرات من الموظفين، لكنها اكتسبت اهتمامًا سريعًا في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين.
ويتكون الفريق المؤسس من رواد أعمال ومديري منتجات متمرسين، ويقوده (شياو هونج) Xiao Hong، وهو رائد أعمال يبلغ من العمر 33 عامًا، تخرج من جامعة هواجونج للعلوم والتكنولوجيا في ووهان، وهي إحدى أبرز المؤسسات الأكاديمية في الصين.
وقبل ذلك، طور شياو تطبيقات تعمل ضمن منصة WeChat، ثم استحوذت عليها شركات كبرى فيما بعد، ثم أطلق (Monica.ai)، وهو مساعد ذكاء اصطناعي متاح كإضافة للمتصفحات وتطبيق للهواتف الذكية.
ويشير موقع (مانوس) الرسمي إلى أن الاسم مشتق من الكلمة اللاتينية (Manus)، التي تعني اليد، وذلك للدلالة على قدرة الوكيل على تنفيذ المهام نيابة عن المستخدمين، أو كما يمكن القول تقديم المساعدة لهم.
ما النماذج التي يعتمد عليها الوكيل؟
وفقًا لمنشورات (ييتشاو بيك جي) عبر منصة X، يعتمد الوكيل على نموذج (Claude 3.5 Sonnet) من Anthropic، وهو نموذج ذكاء اصطناعي عمره تسعة أشهر، بالإضافة إلى نسخ معدلة من نماذج (Qwen) من شركة (علي بابا) الصينية.
ويعمل الفريق حاليًا على اختبار ترقية (مانوس) إلى أحدث وأقوى نماذج أنثروبيك وهو (Claude 3.7)، الذي يُتوقع أن يُحسن بنحو ملحوظ قدرات الاستدلال والتنفيذ لديه. ويعمل الوكيل حاليًا بشكل غير متزامن، مما يسمح للمستخدمين تكليفه بالمهام وتركه يعمل بشكل مستقل.
لماذا يُقارن مانوس بشركة DeepSeek؟
لقد أجرى الكثيرون مقارنات بين مانوس وشركة (DeepSeek) الصينية الناشئة، التي كشفت في شهر يناير الماضي عن نموذج ذكاء اصطناعي يتمتع بقدرات تنافس تلك التي لدى الشركات الأمريكية، وبتكلفة أقل بكثير.
وأثار هذا الإطلاق قلق المستثمرين، مما تسبب بخسارة شركة إنفيديا لما يصل إلى 600 مليار دولار من قيمتها السوقية مؤقتًا، كما أظهر قدرة الصين على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي رائدة، في ظل وجود القيود الأمريكية على تصدير الرقاقات المتقدمة، لذلك وصف الخبراء لحظة إطلاق نماذج (DeepSeek) بأنها (لحظة سبوتنيك) الصينية.
ويظهر الآن (مانوس) في دائرة الضوء مدعيًا الاستقلالية الكاملة، مما يعزز فكرة أن الصين تقترب من الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي. وقال دين بول، باحث في سياسات الذكاء الاصطناعي، في منشور عبر منصة X: “من غير الدقيق وصف مانوس بلحظة DeepSeek، لأنه يتجاوز ذلك”.
وأوضح بول: “كانت DeepSeek تهدف إلى تكرار القدرات التي حققتها الشركات الأمريكية بالفعل. أما (مانوس) فهو يوسع حدود الذكاء الاصطناعي. فالحاسوب الأكثر تطورًا الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي حاليًا يأتي من شركة صينية ناشئة، بكل بساطة”.
ما مدى تفوق (مانوس) على منافسيه في الولايات المتحدة؟
يعود جزء كبير من شعبية مانوس إلى أدائه المتميز في الاختبارات المعيارية، فقد تفوق على وكيل (Deep Research) المدعوم بنموذج o3 من شركة OpenAI، بالإضافة إلى التقنيات الرائدة السابقة، كما هو موضح في الرسوم البيانية المنشورة في موقع (مانوس) الرسمي.
وبالإضافة إلى الأداء المعياري المتميز، أثبت (مانوس) قدراته الفائقة في سيناريوهات واقعية في منصات العمل الحر مثل: Upwork و Fiverr، إذ تمكن من إنجاز مهام معقدة بكفاءة عالية، كما أظهر قدراته في تحديات التعلم الآلي عبر منصة Kaggle، إذ نجح في تنفيذ مهام معقدة تتطلب قدرات تحليلية واستنتاجية متقدمة.
ومع ذلك؛ تتباين آراء الباحثين والمؤسسين في مجال الذكاء الاصطناعي حول قدرات (مانوس) وتأثيره المحتمل في الصناعة، إذ تتراوح الآراء بين الإعجاب الشديد والتشكيك في قدراته الحقيقية. بينما يرى العديد الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي والمتبنين الأوائل أنه يمثل نقلة نوعية في هذا المجال، يشكك آخرون في قدرته على تحقيق الوعود التي يقدمها.
فقد وصف فيكتور موستار، رئيس قسم المنتجات في (Hugging Face)، (مانوس) بأنه أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي إثارة للإعجاب التي استخدمتها حتى الآن، مؤكدًا أن قدراته تعيد تعريف حدود الممكن.
بل ذهب موستار إلى أبعد من ذلك، واقترح في منشور عبر منصة X أن “مانوس” قد يلغي الحاجة إلى البرمجة التقليدية، قائلًا: “قد يقضي هذا على مفهوم البرمجة.. بل سيصبح الأمر أشبه بتناغم الأفكار، أو أي مسمى آخر تفضله”.
وفي الوقت نفسه؛ لم يقتنع الجميع بقدرات (مانوس) فقد أشار كايل ويغرز من (TechCrunch) وألكسندر دوريا، المؤسس المشارك لشركة Pleias، إلى أنهم واجهوا أخطاء واقعية، وفشلًا في التنفيذ، ودخولًا في حلقات تكرار لا نهائية أثناء اختباراتهم.
وأبدى (بيير كارل لانغليه)؛ المؤسس المشارك لشركة Pleias، ردود فعل متباينة بعد تجربته، إذ أشاد بواجهة المستخدم التي تتيح للمستخدمين تتبع خطوات (مانوس) والتحقق منها، لكنه انتقد ما وصفه بتكتيكات (التسويق المتعطش)، أي صنع ضجة مصطنعة عن طريق تقييد الوصول إلى مجموعة مختارة من المؤثرين.
واختتم لانغليه حديثه بالدعوة إلى معايير أعلى من الانفتاح والشفافية في سوق الذكاء الاصطناعي، على جميع المستويات: النماذج، والبيانات، وممارسات الأعمال.
مانوس ومخاوف الخصوصية:
يثير وكيل الذكاء الاصطناعي (مانوس) مخاوف جدية تتعلق بخصوصية البيانات، على غرار المخاوف التي أثيرت حول شركة DeepSeek. وقد عبرت لويزا جاروفسكي، باحثة الذكاء الاصطناعي، عن قلقها العميق بشأن موقع تخزين بيانات (مانوس)، واحتمالية وصول السلطات الصينية إليها. ويتفاقم هذا القلق بسبب الغموض الذي يكتنف ملكية (مانوس)، مما يزيد من الشكوك حول الجهة المسؤولة عن حماية بيانات المستخدمين.
وقد تساءلت جاروفسكي في منشور عبر منصة Substack: “أين تقع الخوادم؟ وهل تُنقل بيانات المستخدمين إلى الصين؟” وتعكس هذه التساؤلات قلقًا متزايدًا بين المستخدمين حول كيفية التعامل مع بياناتهم الشخصية، خاصة في ظل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويشارك ميل موريس، الرئيس التنفيذي لشركة (Corpora.ai)، جاروفسكي قلقها بشأن خصوصية البيانات، مشيرًا إلى ارتباط (مانوس) بالصين. ويرى موريس أن هذه العوامل ستزيد من حدة الجدل المستمر حول أمن الذكاء الاصطناعي وحوكمته، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على هذه التقنيات في مختلف جوانب الحياة.
الخلاصة:
بغض النظر عن صحة الادعاءات حول وكيل الذكاء الاصطناعي (مانوس)، فإن إطلاقه يظهر التقدم السريع الذي تحرزه الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، ومع استمرار الصين في الاستثمار في هذا المجال، فمن المتوقع أن تزداد المنافسة بينها وبين الولايات المتحدة في السنوات القادمة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق