شهدت الساحة العراقية ردود فعل رسمية عقب انتشار مقطع فيديو يوثق اعتداء مجموعة ملثمة على عدد من العمال السوريين في العراق، ما أثار موجة استنكار واسعة وأدى إلى تدخل رسمي من الحكومتين العراقية والسورية.

وأظهر الفيديو، الذي نشرته حسابات عراقية، دخول مجموعة من الملثمين إلى محال تجارية يعمل فيها سوريون، حيث طلبوا منهم هواتفهم وهوياتهم التعريفية، قبل أن يقوموا بالاعتداء على بعضهم جسديًا.

وتشير تقارير إلى أن المجموعة تنتمي إلى فصيل يُعرف باسم “تشكيلات يا علي الشعبية”، مما زاد من حدة الجدل حول هوية الفاعلين ودوافعهم.

تحرك لملاحقة المعتدين على السوريين في العراق

وفي أعقاب انتشار الفيديو، وجّه رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة مرتكبي الاعتداءات، مؤكدًا أن “السلطات العراقية لن تتهاون مع هذه الأفعال المشينة، التي تشكل انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية والأخلاقية، فضلًا عن مخالفتها للقانون العراقي”.

من جهته، شدد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، صباح النعمان، على أن الأجهزة الأمنية ستتخذ الإجراءات اللازمة “لملاحقة الجناة وضمان محاسبتهم وفق القانون”، مؤكدًا أن “سيادة القانون ستُطبق بالكامل دون أي تمييز لضمان حماية الأمن المجتمعي وكرامة جميع المقيمين في العراق”.

دمشق تطالب بمحاسبة المعتدين على السوريين في العراق

على الجانب الآخر، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا رسميًا أدانت فيه الاعتداءات، معتبرة أنها “تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي”، مشددة على أن دمشق “تتابع بقلق بالغ هذه التطورات”.

وأضاف البيان: “نؤكد وقوفنا الكامل إلى جانب أبناء شعبنا، كما نطالب الحكومة العراقية الموقرة بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان أمن وسلامة السوريين المقيمين في العراق”.

كما أكدت الخارجية السورية أنها ستعمل على “التواصل مع الأشقاء في الحكومة العراقية، للعمل عن كثب لمعالجة هذه الانتهاكات، واتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمنع أي تجاوزات إضافية”.

توقعات بإجراءات أمنية مشددة

تأتي هذه الحادثة في ظل التوترات الأمنية التي يشهدها العراق، وسط تزايد الضغوط على الحكومة لضبط الجماعات المسلحة غير النظامية.

ومن المتوقع أن تتخذ بغداد إجراءات أمنية مشددة في الأيام المقبلة لمحاسبة المتورطين ومنع تكرار مثل هذه الحوادث، فيما تواصل دمشق مراقبة التطورات واتخاذ خطوات دبلوماسية لضمان حماية رعاياها في العراق.

اقرأ أيضا

بالفيديو.. اغتيال سفير سوري منشق عن نظام الأسد.. من هو نور اللباد؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط