كتب .. مصطفى محمو

تراجعت أسعار السندات السيادية الصينية، اليوم الاثنين، مما دفع عوائدها إلى أعلى مستوياتها خلال عام 2024، في ظل توقعات بزيادة الإنفاق المالي لدعم النمو الاقتصادي وتأجيل أي خفض لمعدلات الفائدة.

وارتفعت عوائد السندات الحكومية الصينية لأجل 10 سنوات بأكثر من 10 نقاط أساس لتصل إلى 1.865%، وهو أعلى مستوى لها هذا العام، وفقًا لبيانات (LSEG)، كما زادت عوائد السندات لأجل 30 عامًا إلى 2.030%، بينما ارتفعت عوائد السندات لأجل عام واحد بمقدار 10 نقاط أساس إلى 1.643%.

دعم مالي ونمو اقتصادي

وجاءت هذه التحركات في أعقاب إعلان المؤتمر الوطني الشعبي عن تبني الحكومة الصينية موقفًا أكثر دعمًا للنمو، مع زيادة عجز الموازنة إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى مستوى منذ 2010، كما أقرت الحكومة إصدار سندات طويلة الأجل بقيمة 1.3 تريليون يوان (178.9 مليار دولار) خلال عام 2025، مما يزيد من المعروض النقدي ويدفع عوائد السندات إلى الارتفاع.

وقال فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا في بنك HSBC، في تصريحات لـ CNBC:
"عاد التفاؤل بالنمو في الصين، حيث أشار المؤتمر إلى تبنّي موقف أكثر دعمًا للتوسع الاقتصادي عبر التيسير المالي".

توقعات بتباطؤ خفض الفائدة 

وقلّص المستثمرون رهاناتهم على خفض وشيك لأسعار الفائدة، بعدما أكد بنك الشعب الصيني أن استقرار اليوان هو الأولوية في ظل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، ورغم تصريحات سابقة من محافظ البنك المركزي بان قونغ شنغ حول إمكانية خفض الفائدة وضخ السيولة، إلا أن البنك لم يتخذ أي خطوات فعلية في هذا الاتجاه حتى الآن.

وتراجع اليوان الخارجي الصيني بنسبة 0.24% ليصل إلى 7.2588 مقابل الدولار الأميركي، وسط توقعات بأن تحركات السندات قد تساعد في الحد من الضغوط على العملة الصينية.

التحول نحو الأسهم

ةتزامنت موجة بيع السندات مع انتعاش الأسهم الصينية، مما يشير إلى تحول السيولة نحو الأصول الأكثر مخاطرة، وارتفع مؤشر MSCI China بنحو 20% منذ بداية العام، بينما سجل مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ مكاسب تجاوزت 18%.

ويرى كارلوس كاسانوفا، كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا في UBP، أن ظهور شركة الذكاء الاصطناعي DeepSeek حفّز الاستثمارات الأجنبية في السوق الصينية، قائلاً "أصبحت معنويات المستثمرين أكثر تفاؤلاً بعد إعادة تقييم الأسهم الصينية، مما أدى إلى تحول لصالحها على حساب السندات الحكومية".