كتب ايهاب سلامة- انتشر مقطع فيديو لقيادات حركة حماس وهم يجتمعون على مأدبة إفطار، الأمر الذي دفع البعض إلى التهجم عليهم بشدة و"مقارنة أحوالهم" بأهلنا في غزة، الذين لا يجدون ما يفطرون عليه، وغير ذلك..
بكل أسف، لم تتابع هذه المنصات الخبر بأمانة، لأن الحدث كان مخصصًا لاستقبال الأسرى الفلسطينيين المحررين المبعدين إلى القاهرة!
ولو دقق المتصيدون في الفيديو والصور، لوجدوا أن صحون قيادات الحركة لا يوجد فيها سوى "سندويشة" وبجانبها قنينة ماء فقط، والصورة أمامكم تتحدث!
البعض يتوقع من القيادات السياسية للحركة ألا تشارك في أي لقاءات سياسية بحجة أنها تتم في فنادق أو مقرات حكومية، حسب الدولة التي يزورونها، وربما يتوقع البعض منهم افتراش حصيرة أمام وزارة عربية أو قصر رئيس عربي وهم يلتقون به، لكي لا يكون للمتصيدين مأخذ عليهم!
ألا تعلمون أن هذه القيادات لا بيوت لهم ولا منازل، وهم مهددون بالطرد في أي لحظة من الدول التي تسمح ببقائهم، كما أنهم وعوائلهم مهددون أيضًا بالاغتيال والقتل؟!
إنهم بشر وساسة، تفرض عليهم بروتوكولات معينة خلال حراكهم في سبيل قضيتهم، وتشمل لقاءات في أماكن مختلفة، ولا يُعقل مطلقًا أن يرفضوا هذه اللقاءات بحجة أنها تُعقد في فندق أو قصر رئاسي!
أقسم أن التجني الذي يطال هؤلاء الشرفاء، القابضين على جمر القهر والخذلان والعداء من كل الدنيا، لا يصبر عليه إلا أمثالهم!
إن محاولات التشويه التي تستهدف قيادات المقاومة ليست جديدة، بل تأتي في سياق حرب نفسية تهدف إلى تقليل ثقة الجماهير بهم والنيل من صمودهم، لكن التاريخ يشهد أن هذه القيادات لم تسعَ يومًا وراء رفاهية أو امتيازات، بل دفعت أثمانًا باهظة في سبيل قضيتها، وغالبيتهم فقدوا العشرات من أبنائهم وأزواجهم وعائلاتهم، ويعيشون متنقلين بين المنافي والملاحقات، ومعرّضين دائمًا للاغتيال والاستهداف، فكيف لمن ضحّى بكل شيء أن يُتهم بالسعي وراء مائدة متواضعة؟!
حسبنا الله ونعم الوكيل.
0 تعليق