أقرب إلى انقلاب منظم.. تفاصيل جديدة حول بداية الأحداث في الساحل السوري - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

كشفت تقارير صحفية أن التطورات الميدانية الأخيرة في الساحل السوري التي بدأت منذ ليلة الثامن من مارس لم تكن مجرد تمرد محدود، بل عملية واسعة تحمل ملامح انقلاب منظم.

فقد كشفت وزارة الدفاع السورية عن تفاصيل جديدة تزامنت مع بدء المرحلة الثانية من العمليات العسكرية ضد فلول النظام السابق، وسط مواجهات دامية واتساع نطاق الاشتباكات في مناطق عدة.

هجوم مباغت من فلول النظام

بحسب المعلومات الواردة، فقد بدأ الهجوم الذي شنه ما يُعرف بـ”المجلس العسكري لتحرير سوريا” في الساعات الأولى من الليل، ونجحت قواته في فرض سيطرتها على مواقع استراتيجية داخل المدن الكبرى، بما في ذلك مراكز محافظتي اللاذقية وطرطوس، إضافة إلى مدينة جبلة.

كما أحكمت القوات المهاجمة حصاراً شبه كامل على مقرات الشرطة والأمن، في تحرك بدا أنه مُعدّ له مسبقاً، مما أتاح لها تحقيق تقدم سريع خلال الساعات الأولى.

تمرد منظم في مدن الساحل السوري

وبحسب وسائل إعلام، فإن التحرك العسكري لم يكن عشوائياً، بل اتسم بتنظيم عالٍ، حيث قسّم قائد أركان الفرقة الرابعة في النظام السابق، غياث دلا، قواته إلى ثلاث مجموعات رئيسية: “درع الأسد”، و”لواء الجبل”، و”درع الساحل”.

وقد ساهم هذا التنظيم في إحداث اختراقات ميدانية في عدة مناطق، لا سيما أن بعض المجموعات كانت مجهزة بأسلحة ثقيلة ومضادة للدروع.

مقابر جماعية لعناصر الأمن

في المقابل، تعرضت القوات الأمنية التابعة للإدارة السورية الجديدة لخسائر فادحة، حيث قُتل نحو 250 عنصراً وجندياً وفق حصيلة غير نهائية، مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين.

كما عُثر على مقابر جماعية ضمت عشرات الجثث من عناصر وزارة الداخلية، ما زاد من حدة التوتر داخل أروقة القيادة الأمنية والعسكرية.

عملية عسكرية مضادة في الساحل السوري

للتعامل مع هذا التصعيد، أطلقت وزارة الدفاع عملية عسكرية مضادة على مرحلتين؛ الأولى ركزت على استعادة السيطرة في المدن الساحلية ذات الكثافة السكانية المرتفعة، مثل اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس والقرداحة، حيث تمكنت القوات الحكومية من إعادة فرض الأمن تدريجياً واستعادة المواقع الاستراتيجية التي فقدتها خلال الهجوم المباغت.

أما المرحلة الثانية، فتستهدف تمشيط القرى الجبلية والمناطق الريفية التي لجأت إليها فلول النظام السابق. ويرى خبراء عسكريون أن هذه المرحلة ستكون الأطول، نظراً للطبيعة الجغرافية الوعرة التي تمنح المسلحين ميزة تكتيكية، مما يستدعي عمليات مكثفة باستخدام الطيران الحربي والقوات الخاصة.

تصاعد التوتر واتهامات متبادلة

ومع استمرار العمليات العسكرية، دخلت شخصيات بارزة من النظام السابق على خط الأزمة، أبرزها رامي مخلوف، رجل الأعمال المعروف، والذي وجه انتقادات لاذعة للرئيس المخلوع بشار الأسد، متهماً إياه بجرّ الحاضنة الطائفية إلى “مغامرة خاسرة”، واصفاً التمرد بأنه “حركة غبية” لم يكن لها أي أفق سياسي أو عسكري.

تحقيق رسمي في انتهاكات الساحل السوري

وفي تطور لافت، أعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في الأحداث، حيث ستتولى اللجنة توثيق الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون، إضافة إلى مراجعة الاعتداءات التي طالت المؤسسات العامة ورجال الأمن والجيش، وتحديد الجهات المسؤولة عنها.

مستقبل غامض في الساحل السوري

لا تزال الأوضاع في الساحل السوري تتسم بالتوتر الشديد، مع استمرار المناوشات في بعض المناطق رغم استعادة القوات الحكومية للسيطرة على معظم المدن الكبرى.

اقرأ أيضا: مؤلفة من 7 قضاة.. الشرع يشكل لجنة تحقيق وطنية في أحداث الساحل السوري

ويطرح هذا التمرد تساؤلات حول مدى قدرة الإدارة الجديدة على احتواء التحديات الأمنية ومنع تكرار سيناريوهات مماثلة مستقبلاً، خاصة في ظل التعقيدات السياسية والعسكرية التي لا تزال تلقي بظلالها على المشهد السوري.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق