يعد الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة يؤديها المسلمون القادرون جسديًا وماليًا مرة واحدة في العمر، استجابةً لأمر الله تعالى: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا". 

وطبقا لـ تحيا مصر ، يتجلى في هذه العبادة معاني التوحيد والطاعة، حيث يجتمع المسلمون من مختلف الجنسيات واللغات في مشهد مهيب، يرتدون ملابس الإحرام البيضاء، متجردين من كل مظاهر التفاخر والتكلف، ليقفوا بين يدي الله بقلوب خاشعة.

تبدأ مناسك الحج بالإحرام، ثم الطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة الذي يُعد الركن الأعظم، ثم رمي الجمرات، والتحلل، وختامًا بطواف الوداع. 

تحمل هذه المناسك دروسًا عظيمة في الإخلاص، والصبر، والتضحية، وتأكيد المساواة بين البشر، إذ يقف الجميع سواسية لا فرق بين غني وفقير، ولا بين حاكم ومحكوم.

وبالإضافة إلى كون الحج عبادة روحانية، فهو فرصة لتعزيز الروابط بين المسلمين، حيث يجتمع الملايين في مكان واحد، يجددون العهد مع الله، ويعودون إلى ديارهم بصفحة جديدة ملي

أنواع الحج وكيفية الإحرام

يختلف الإحرام في الحج تبعًا لنوع النسك الذي يختاره الحاج، وينقسم إلى ثلاثة أنواع:

الإفراد: ينوي الحاج أداء الحج فقط دون العمرة. القران: يجمع بين الحج والعمرة بإحرام واحد. التمتع: يؤدي الحاج العمرة أولًا ثم يتحلل من إحرامه، ويعود للإحرام مجددًا للحج.

المحطات الأساسية في الحج

الإحرام: يبدأ الحاج بالإحرام من الميقات المحدد له، ملبّيًا "لبيك اللهم حجًا". يوم التروية (8 ذو الحجة): يتجه الحجاج إلى منى للمبيت والاستعداد ليوم عرفة. يوم عرفة (9 ذو الحجة): يصعد الحجاج إلى جبل عرفات للوقوف به، وهو أهم ركن في الحج. المبيت في مزدلفة: بعد غروب الشمس، يتوجه الحجاج إلى مزدلفة لجمع الحصى استعدادًا لرمي الجمرات. يوم النحر (10 ذو الحجة): يقوم الحاج برمي جمرة العقبة الكبرى، ثم الحلق أو التقصير، ويؤدي طواف الإفاضة. أيام التشريق (11-13 ذو الحجة): يستكمل الحجاج رمي الجمرات الثلاث يوميًا، ويمكنهم التعجيل بالمغادرة في اليوم الثاني عشر. طواف الوداع: آخر خطوة يقوم بها الحاج قبل مغادرة مكة.

أركان الحج الأساسية

الإحرام: وهو نية الدخول في النسك. الوقوف بعرفة: الركن الأعظم للحج، ومن دونه لا يصح الحج. طواف الإفاضة: ويؤدى بعد الوقوف بعرفة ورمي جمرة العقبة الكبرى. السعي بين الصفا والمروة: ويُعد ركنًا أساسيًا في جميع أنواع الحج.

التجهيزات والاستعدادات

تعمل الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية على تنظيم مسارات الحجيج وتقديم الخدمات لضمان سهولة أداء المناسك. وتشهد مكة المكرمة توافد أعداد كبيرة من الحجاج من مختلف أنحاء العالم، حيث يتم تقديم الإرشادات لضمان سلاسة التنقل بين المشاعر المقدسة.

يعد الحج تجربة روحانية عظيمة يتطلع إليها المسلمون، حيث يحرصون على أدائها وفق الضوابط الشرعية، مع الالتزام بالإجراءات التنظيمية التي تسهل عليهم أداء الفريضة براحة وأمان.