مدفع K9 Thunder .. في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في سياستها الدفاعية، قررت فيتنام شراء مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز K9 Thunder من كوريا الجنوبية، في صفقة تبلغ قيمتها 300 مليون دولار وتشمل 20 مدفعًا من طراز K9A1. تأتي هذه الخطوة في ظل التوترات المتزايدة في بحر الصين الجنوبي، حيث تسعى فيتنام إلى تحديث قواتها المسلحة وتقليل اعتمادها على الأسلحة الروسية، التي تأثرت إمداداتها بالحرب في وكرانيا.
أهمية صفقة مدافع K9 Thunder في العلاقات الثنائية
تمثل هذه الصفقة أول عملية تصدير أسلحة كورية جنوبية إلى دولة شيوعية، مما يعكس تطورًا جديدًا في العلاقات الدفاعية بين هانوي وسيول. فمنذ تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1992، توسع التعاون بينهما ليشمل الاقتصاد، التكنولوجيا، والصناعة، حيث أصبحت كوريا الجنوبية أكبر مستثمر أجنبي في فيتنام. ويعزز توقيع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في عام 2022 التعاون الدفاعي، مما يمهد الطريق لمزيد من الصفقات العسكرية في المستقبل.
- المدفع الكوري الجنوبي K-9
مدفع K9 Thunder .. قوة نارية عالمية
يعد مدفع K9 Thunder، الذي طورته شركة Hanwha Aerospace، من أكثر مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع انتشارًا، حيث دخل الخدمة في جيوش بولندا، فنلندا، والهند وغيرها. يتميز هذا السلاح بمدى نيرانه الطويل، وقدرته على المناورة، والتوافق مع معايير الناتو مما يجعله خيارًا مثاليًا للجيش الفيتنامي الذي يسعى إلى التكيف مع التقنيات الغربية الحديثة.
- المدفع الكوري الجنوبي ذاتي الحركة K-9 Thunder
الأبعاد الجيوسياسية للصفقة
يأتي التعاون العسكري بين هانوي وسيول كجزء من استراتيجية إقليمية تهدف إلى مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في جنوب شرق آسيا. بينما تسعى فيتنام إلى تنويع شركائها العسكريين دون الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة، تعمل كوريا الجنوبية على توسيع تحالفاتها الدفاعية، مما يعزز موقعها كلاعب رئيسي في أمن المنطقة.
إعادة تشكيل التحالفات في آسيا
يمثل شراء فيتنام لـ K9 Thunder أكثر من مجرد صفقة تسليح، بل يعكس تحولًا استراتيجيًا يعيد رسم خارطة التحالفات في آسيا والمحيط الهادئ. فمع تزايد التحديات الأمنية، تعمل الدول الإقليمية على تعزيز شراكاتها الدفاعية وتنويع مصادر تسليحها، وهو ما يمنح كوريا الجنوبية دورًا أكبر كمصدر عالمي للأسلحة المتقدمة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق