يشهد ملف الهدنة في قطاع غزة حالة من الغموض، في ظل تضارب التصريحات بين حركة حماس وإسرائيل حول مدى التقدم في المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق.
وبينما أكدت حماس وجود “مؤشرات إيجابية”، نفت إسرائيل علمها بأي تقدم، وسط تصاعد التهديدات باستئناف العمليات العسكرية في القطاع.
حماس تتحدث عن تقدم وإسرائيل تنفي
قال المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، إن هناك “مؤشرات إيجابية” بشأن بدء المرحلة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى استمرار جهود الوسطاء المصريين والقطريين في هذا الشأن.
وأكدت الحركة التزامها بخوض المفاوضات لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، داعيةً إلى تكثيف الجهود الإنسانية لإغاثة قطاع غزة.
لكن في المقابل، نفى مسؤول إسرائيلي إحراز أي تقدم، قائلًا في تصريحات لوسائل إعلام محلية: “لا علم لنا في هذه المرحلة بأي تطورات جديدة بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار”.
المرحلة الأولي من اتفاق غزة
وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق السبت الماضي، حيث تم خلالها إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا، بينهم ثمانية لقوا حتفهم، مقابل إفراج إسرائيل عن نحو 1800 أسير فلسطيني.
ومع انتهاء هذه المرحلة، أعلنت إسرائيل استعدادها لتمديدها حتى منتصف أبريل وفقًا لمقترح أميركي، بينما أصرت حماس على ضرورة الانتقال للمرحلة الثانية، التي يفترض أن تؤدي إلى وقف كامل للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل
وصل وفد من حماس إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول المقترحات الأميركية والخطة العربية المصرية، فيما تعمل إسرائيل على وضع خطط تصعيدية للضغط على الحركة للإفراج عن المزيد من الرهائن.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن تل أبيب تدرس فرض مزيد من القيود على غزة، مثل وقف إمدادات الكهرباء والمياه، كوسيلة للضغط على حماس.
وفي حال فشل هذه الإجراءات، فإن الخيار العسكري سيظل مطروحًا، بما في ذلك شن غارات جوية وعمليات برية جديدة قد تؤدي إلى موجة نزوح أخرى داخل القطاع.
إسرائيل تلوح بالخيار العسكري ضد حماس
وفق هيئة البث العبرية، فإن القيادة السياسية في إسرائيل وجهت الجيش للاستعداد الفوري لاستئناف العمليات العسكرية في غزة، وسط تعثر المفاوضات.
كما أشارت مصادر أمنية إلى أن استئناف القتال قد يعرض حياة الرهائن الإسرائيليين المتبقين في القطاع للخطر، وهو ما يمثل معضلة للقيادة الإسرائيلية.
وتشير تقديرات المخابرات الإسرائيلية إلى أن 59 إسرائيليًا لا يزالون في غزة، يُعتقد أن 22 منهم على قيد الحياة. وبينما تسعى إسرائيل لاستعادة هؤلاء الرهائن من دون تقديم تنازلات، تصر حماس على تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، ما يعقد المشهد التفاوضي.
السيناريوهات المحتملة
في ظل حالة الشد والجذب بين الطرفين، يبقى مستقبل المرحلة الثانية من الاتفاق غير واضح. فإما أن تنجح جهود الوساطة في التوصل إلى صيغة ترضي الطرفين، أو تعود العمليات العسكرية إلى الواجهة، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد يُفاقم معاناة المدنيين في غزة.
اقرأ أيضا
بعد أحداث الساحل.. هل تسقط سوريا في دوامة العنف الطائفي ؟
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق