على إحدى الصفحات الخاصة بمدينة المنصورة، سأل طالب علم مغترب عن مكان مائدة "رحمن"، لتنهال عليه مئات الدعوات من المصريين، تطلب منه وسيلة تواصل لإحضار الإفطار إليه حيث يكون طيلة أيام الشهر.

اللافت في مئات الردود التي تلقاها الطالب المغترب، أنها لا تحتوي على عنوان لمائدة رحمن واحدة، بعد أن فضل كل شخص علق عليه أن ينال الثواب، ليرسل إليه الوجبة التي يشتهيها مع الحلو والعصائر، دون أن يتكلف الشاب مشقة الذهاب إلى مائدة الرحمن. 

مغترب يسأل والمصريون يجيبون

سأل طالب العلم يقول: محتاج مائدة إفطار صائم في المنصورة، لإن أنا طالب مش من المنصورة"، وبمجرد أن نشر الطالب السؤال تلقى سيلا من الردود، يطلب أصحابها التواصل معه لإحضار وجبة الإفطار إليه.

من بين الردود التي تلقاها الطالب كانت من ريم الصاوي التي علقت " "قولي إنت فين ومكانك فين، ولآخر رمضان متشيلش هم حاجة، فطارك وسحورك، أنا جنبك ومعاك والله"، وقالت حور تامر" مكانك فين وأنا أبعت لك كل يوم أكل من البيت، بالله عليك كلمني خاص"

أما محمود ربيع فقال له: " ابعت لي خاص بعيد عن المائد، تتواصل معايا، واعتبر فطار حضرتك طول الشهر عندي"، وقال له محمد جمال: "كلمني يا حبيب قلبي، ونفطر مع بعض كل يوم".

وعلقت رباب درويش قائلة: " ابعت مكانك ويوصل لحد عندك، ربنا يوفقك وينجحك، وأولادنا جميعا يارب العالمين" ةعلقت أمل العادي قائلة: " ابعت رقمك وعنوانك يا نور عيني وأنا أبعت لك الأكل لحد عندك والله.. والله".

حالة مصرية خاصة جدا

رواد مواقع التواصل الاجتماعي شاركوا سؤال الطالب والإجابات عليه عبر صفحاتهم الشخصية، لتستمر الدعوات الموجهة للطالب في التدفق من جديد، في حالة خاصة لا يمكن أن تجدها إلا في مصر، وبين أهلها الذين يمتازون بالكرم الشديد، دون السؤال عن هوية الشخص. 

وتشتهر مصر بموائد الرحمن خلال شهر رمضان المبارك، بحميع الأماكن، في حالة من الكرم تعود عليها المصريون منذ آلاف السنين، إلا أنها مع رمضان تأخذ طابعا مختلفا، من حيث إعداد الموائد، والتسابق على الحصول على أجر إفطار الصائمين،  كما ينتشر الأهالي على الطرقات بالتمر والعصائر والحلو من أجل إفطار المسافرين.

أقدم مائد رحمن في مصر

تتعدد الروايات حول أقدم مائدة رحمن أقامها المصريون وأشهرها أنها في عصر أحمد بن طولون" عام 880، حيث أقيمت أول مائدة رحمن في السنة الرابعة لولايته، وأخبر الجميع بأن تلك المائدة سوف تستمر طوال أيام شهر رمضان الكريم.

كما ظهرت مائدة الرحمن في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، أمام جامع عمرو بن العاص، وكان المعز يخرج من قصره 1100 قدر من جميع أنواع الطعام لتوزيعها على الفقراء، وسميت في ذلك الوقت "دار الفطرة"، ووصل طول بعضها إلى 175 متر، لتعاود المائدة الظهور أيضا في عصر المماليك والعثمانيين.