كتب .. مصطفى محمود

أعلنت وزارة الدفاع السورية، السبت، إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل غربي البلاد، وذلك في خطوة قالت إنها تهدف إلى منع "التجاوزات" ضد المدنيين، وجاء هذا الإجراء عقب يوم شهد مقتل عشرات المدنيين في المنطقة، التي تُعدّ معقلًا رئيسيًا للطائفة العلوية، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ولكن من هم العلويين في سوريا وكم يبلغ عددهم، وهذا ما سنكشف عنه في التقرير التالي:

العلويين في سوريا

تتركز الأقلية العلوية، التي ينتمي إليها آل الأسد، بشكل رئيسي في منطقة الساحل السوري، مع تواجد ملحوظ في مناطق أخرى، لا سيما وسط البلاد. ويُنظر إلى الساحل على أنه المعقل الأساسي للعائلة الحاكمة التي سيطرت على البلاد لأكثر من خمسة عقود، فيما يُقدَّر عدد العلويين في سوريا بنحو 1.7 مليون نسمة، أي ما يعادل نحو 9% من إجمالي السكان، الذين يشكل السنة غالبيتهم.

وشهدت العقود الماضية حضورًا قويًا للعلويين في مفاصل الدولة، حيث اعتمد النظام منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد ونجله بشار على هذه الطائفة كركيزة أساسية للحكم، ما انعكس في توليهم مناصب مؤثرة في مؤسسات الدولة، لا سيما في الجيش والأجهزة الأمنية، التي استخدمت الاعتقال والتعذيب كوسائل لقمع المعارضة.

أماكن تمركزهم

وتتركز التجمعات العلوية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، إضافة إلى مناطق في حمص وحماة وريف دمشق. وترتبط هذه الطائفة تاريخيًا بالجبال الساحلية، ولها تأثير ثقافي واجتماعي واضح في تلك المناطق، ما يجعلها جزءًا من النسيج المتنوع الذي يميز سوريا، وبرز من المجتمع العلوي عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الشيخ صالح العلي، أحد قادة الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي.

تاريخ الطائفة العلوية

وفي عام 1920، قامت فرنسا، بصفتها القوة المنتدبة آنذاك، بإنشاء منطقة حكم ذاتي خاصة بالعلويين، وسعيًا لدمجهم في الدولة السورية المستقبلية، حصلوا على فتوى من الحاج أمين الحسيني، مفتي الديار الفلسطينية، تعترف بهم كمسلمين، داعية بقية الطوائف الإسلامية إلى التعاون معهم.

وخلال خمسينيات القرن الماضي، شهدت الأكاديميات العسكرية السورية انخراط أعداد كبيرة من العلويين، حيث تبنوا أفكار العروبة ونهج حزب البعث العلماني، وجاءت مشاركتهم القوية في الانقلابات العسكرية عامي 1963 و1966 لتضعهم على طريق السيطرة السياسية، التي توجت بوصولهم إلى الحكم>