مع حلول  شهر رمضان الكريم 2025، تتزايد التساؤلات المتعلقة بالفتاوى الرمضانية، وخاصة تلك التي تتعلق بالنساء في فترة الحيض. 

واحدة من أبرز هذه التساؤلات هي: هل يجوز للمرأة الحائض الامتناع عن الطعام والشراب بنية الصوم في شهر رمضان؟ ويرصد  تحيا مصر التفاصيل.

الإجابة الشرعية من دار الإفتاء المصرية

في ردها على هذا السؤال، أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني أنه لا يجوز للمرأة الحائض الامتناع عن الطعام والشراب في نهار رمضان بنية الصوم. وأوضحت أنه إذا قامت المرأة بذلك متعمدة، فإن صيامها لا يُقبل ويجب عليها قضاء تلك الأيام بعد رمضان. كما حذرت من أن فعل ذلك يُعد إثمًا شرعيًا، نظرًا لأن الحيض يُعتبر عذرًا شرعيًا يبيح للمرأة الإفطار.

أدلة شرعية تؤكد عدم جواز صيام الحائض

جاء في الفتوى أن الحيض يُعتبر أمرًا مكتوبًا على النساء وخارجًا عن إرادتهن، وبالتالي فقد خفف الله سبحانه وتعالى عنهن في بعض العبادات البدنية مثل الصلاة والصيام خلال هذه الفترة. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟» (رواه الإمام البخاري). وهذا الحديث يُظهر بوضوح أن المرأة الحائض لا يجوز لها أداء الصيام أو الصلاة في فترة حيضها.

الاتفاق الفقهي على حكم الحائض في رمضان

أكد الفقهاء أن المرأة الحائض لا يصح لها أن تصوم أثناء فترة الحيض. فقد اجتمع العلماء على أن الحائض لا تصوم ولا تصلي حتى ينتهي حيضها. ويقول الإمام ابن حزم في "مراتب الإجماع" أن الفقهاء اتفقوا على أن الحائض لا تصوم ولا تصلي في أيام حيضها. كذلك، أكد الإمام النووي في "المجموع" أنه لا يجوز الصوم للحائض أو النفساء، وإذا صامتا خلال هذه الفترة، فإن صومهما لا يُعتد به ويجب عليهما القضاء.

موقف الفقهاء من صيام الحائض المتعمد

في حال امتناع المرأة الحائض عن الطعام والشراب بنية الصوم، فقد حرم ذلك شرعًا. وأوضح الفقهاء أن قيام الحائض بالصوم في فترة حيضها يُعتبر مخالفة للشرع، حيث أن إفطارها في هذا اليوم يكون بسبب عذر شرعي، ولذلك لا يجوز أن تعمد للصوم في هذه الحالة. 

وأكد الفقهاء أن هذا التصرف يُعد إثمًا، وينبغي للمرأة أن تبادر بتوبة والرجوع إلى الله.

نصائح للمرأة الحائض في رمضان

على الرغم من أن المرأة الحائض يُسمح لها بالإفطار في رمضان بسبب عذر الحيض، إلا أن دار الإفتاء نصحتها بأن تتستر على فطرها في حال كان من حولها لا يعلمون بحالتها، وذلك احترامًا لمشاعر الصائمين وحفاظًا على نفسها من التهمة فمن الأفضل أن تلتزم المرأة بما هو مأذون شرعًا دون اللجوء لإظهار ما قد يسبب الإرباك للآخرين.