أفاد تقرير مجلس الذهب العالمي بأن الارتفاع القوي في أسعار الذهب خلال يناير 2025 أدى إلى ضغوط طفيفة على السعر، إلا أن هذه الضغوط توازنت بفعل الدعم الإيجابي الناتج عن تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب.
شهدت هذه الصناديق تدفقات صافية وافدة بلغت 9.4 مليار دولار (ما يعادل 100 طن)، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2022، مدفوعاً بشكل أساسي بالصناديق المدرجة في كل من الولايات المتحدة وآسيا.
مجلس الذهب العالمي: 9.4 مليار دولار تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب
رجح التقرير، أن تدعم عدة عوامل ارتفاع أسعار الذهب في الفترة المقبلة، من بينها تزايد توقعات التضخم، وانخفاض أسعار الفائدة، واستمرار حالة عدم اليقين الجيو-اقتصادي، في ظل المخاوف المرتبطة بالتعريفات الجمركية والسياسات الخارجية المتشددة للرئيس الأميركي.
أكد التقرير، أن ضعف الدولار وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة سيسهمان في تعزيز أسواق الذهب.
رصد تقرير مراجعة شهر فبراير 2025 الصادر عن المجلس بعنوان “تعليق على سوق الذهب – ركوب موجة عدم اليقين” تحركات أسعار الذهب خلال شهر فبراير 2025.
ذكر أن الذهب واصل اتجاهه الصعودي في فبراير 2025، حيث وصل إلى مستويات مرتفعة جديدة متعددة، قبل أن يتراجع لينهي الشهر عند 2835 دولاراً للأوقية بزيادة 0.8% على أساس شهري.
سعر الذهب سجل أعلى سعر يوم 19 فبراير عند مستوى 2937 دولاراً
قال التقرير، إن الذهب بلغ مستويات مرتفعة جديدة خلال الشهر، بدعم من ضعف الدولار الأميركي، مما أدى إلى زيادة مكاسبه منذ بداية العام حتى الآن إلى 9%، وتم تسجيل أعلى سعر للذهب يوم 19 فبراير عند مستوى 2937 دولاراً.
وأضاف، أن الاهتمام العام بالذهب تعزز من خلال التدفقات المستمرة للذهب إلى مخزونات بورصة COMEX، مدفوعة بعدم اليقين المستمر بشأن التعريفات الجمركية.
وأوضح، أن ضعف الدولار الأميركي خلال الشهر كان أحد المحركات الأساسية لأداء الذهب، إلى جانب زيادة المخاطر الجيوسياسية وانخفاض أسعار الفائدة.
أشار إلى أن تراجع التجارة وكذا قوة الدولار والأسهم الأميركية، في ظل المخاوف بشأن التعريفات الجمركية والسياسات الخارجية المتشددة للرئيس الأميركي، هي ظروف من المرجح أن تظل قائمة، إلى جانب تطلع الحكومات إلى زيادة الإنفاق العسكري، والذي من المرجح أن يزيد عجز الميزانيات ويخفض التصنيفات الائتمانية.
اقرأ أيضاً.. سعر الجنيه الذهب اليوم الجمعة 7 مارس 2025.. انخفاض جديد
لفت التقرير إلى أنه في الوقت نفسه، وعلى الرغم من الضغوط التضخمية، تتوقع الأسواق أن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأكثر تساهلاً، مع التسعير على الأقل لخفضين كاملين لأسعار الفائدة بحلول نهاية العام، منبهاً بأن هذه العوامل مجتمعة تعمل على خلق بيئة داعمة بشكل خاص للذهب.
تضمن تقرير مجلس الذهب العالمي، إجابة عن سؤال (هل الظروف مثالية للذهب؟) فقال إن حالة عدم اليقين تبدو مسيطرة، نظراً للمخاوف المتعلقة بالتأثير الواسع النطاق للتعريفات الجمركية الكبيرة، على النمو العالمي، والتي لا تزال تلقى بظلالها على المستهلكين الأميركيين.
أكد التقرير، أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة بالفعل، والأحداث الأخيرة سلطت الضوء على الحاجة إلى زيادة الإنفاق العسكري، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى عجز أكبر.
عدة عوامل تُعيد فرض المشكلة المتمثلة في ارتفاع التضخم
وأضاف، أن هناك العديد من العوامل التي قد تُعيد فرض المشكلة الشائكة المتمثلة في ارتفاع التضخم، خاصة في وقت قد يتطلب فيه تدهور الظروف الاقتصادية بقاء أسعار الفائدة منخفضة، من المرجح أن يكون الاقتصاد الأميركي في حالة “ركود تضخمي” يبدو أن المستهلكين يرون الأمر على هذا النحو.
وأوضح، أن ارتفاع توقعات التضخم المتعادلة لمدة 10 سنوات بمقدار 50 نقطة أساس عادة ما يرتبط بارتفاع بنسبة 4% تقريبا في أسعار الذهب، كما يرتبط انخفاض بنسبة 50 نقطة أساس في أسعار سندات الخزانة لمدة 10 سنوات على المدى الطويل بارتفاع بنسبة 2.5%.
اقرأ أيضاً.. أسعار الذهب في الإمارات اليوم الجمعة 7 مارس 2025
أشار إلى أنه على الرغم من أن هذه العوامل نادراً ما تحدث في وقت واحد، فإن تأثيرها المشترك يمكن أن يخلق بيئة يمكن أن يستمر فيها الذهب في الأداء الإيجابي، مختتماً بالتأكيد على أن تجاوز أسعار الذهب لمستويات فنية سيصب في صالح استمرار ارتفاع السعر.
قد يؤدي التراجع إلى خلق رياح معاكسة قصيرة الأجل، لكنه قد يوفر أيضاً راحة للمستثمرين غير المبتدئين، وكذلك للطلب الاستهلاكي على الذهب، وفي المجمل، نتوقع أن يظل الذهب في دائرة الضوء بالنظر إلى الظروف الحالية للسوق.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق