في خطوة قوية لحماية حقوق الطلاب اليهود، أعلنت وزارة التعليم الأمريكية عن إلغاء بعض التمويلات المقدمة لجامعة كولومبيا، بسبب تقاعس الجامعة المستمر في مواجهة المضايقات والعنف الموجه ضد الطلاب اليهود. 
وتأتي هذه الإجراءات في وقت حساس حيث أشار العديد من الطلاب إلى تعرضهم لتجارب قاسية منذ اندلاع العنف في 7 أكتوبر الماضي.

إلغاء التمويل بسبب التقاعس المستمر

أعلنت وزارة التعليم الأمريكية أن إلغاء التمويل هو نتيجة لتقاعس جامعة كولومبيا في التعامل بشكل فعال مع حالات العنف والمضايقات التي تعرض لها الطلاب اليهود في الحرم الجامعي. 
وقالت وزارة التعليم الأمريكية في بيان رسمي إن "الجامعة فشلت في حماية الطلاب الذين يعانون من هجمات معادية للسامية، وهذا التقاعس لا يمكن التغاضي عنه."

ويُقدر مجموع المنح المالية الفيدرالية المخصصة لجامعة كولومبيا في الوقت الراهن بنحو 5 مليارات دولار، وهو ما يجعل قرار إلغاء التمويل خطوة كبيرة قد تؤثر بشكل ملموس على الجامعة. 
وقالت وزارة التعليم الأمريكية: "إلغاء التمويل يمثل الجولة الأولى من الإجراءات التي ستتبعها خطوات أخرى إذا استمرت الجامعة في التقاعس عن التصدي لهذه الممارسات."

الطلاب اليهود في خطر منذ 7 أكتوبر

منذ بداية أكتوبر، وتحديدًا بعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، شهد حرم الجامعات الأمريكية بشكل عام، بما في ذلك جامعة كولومبيا، ارتفاعًا في الحوادث المعادية للسامية. العديد من الطلاب اليهود في الحرم الجامعي قد تعرضوا للعنف اللفظي والجسدي، في ظل تجاهل من المسؤولين عن تأمين حمايتهم.

الوزيرة: "التجاهل غير مقبول"

من جانبها، أكدت وزارة التعليم الأمريكية، أن المسؤولين المعنيين في جامعة كولومبيا والجامعات الأخرى قد "تجاهلوا" واجبهم في حماية الطلاب اليهود. 
وقالت وزارة التعليم الأمريكية في تصريحها: "من غير المقبول أن يتعرض الطلاب لهذا النوع من الهجمات العنيفة في بيئة يفترض أن تكون آمنة، والمسؤولون الذين يفترض أن يوفروا الحماية لهم تجاهلوهم بشكل غير مبرر."

مستقبل جامعة كولومبيا في مهب الريح  

يبدو أن قرار وزارة التعليم الأمريكية قد يكون بداية لسلسلة من الإجراءات الصارمة ضد الجامعات التي تتقاعس في معالجة قضايا معاداة السامية داخل الحرم الجامعي. ما زال الكثيرون في انتظار ما إذا كانت جامعة كولومبيا ستتخذ خطوات جادة لتحسين وضع الطلاب اليهود وحمايتهم من أي هجمات مستقبلية، أم أنها ستستمر في تجاهل مسؤولياتها.

هل ستتخذ الجامعات الأخرى نفس الخطوات؟

مع تصاعد القلق حول سلامة الطلاب اليهود في الجامعات الأمريكية، يبقى السؤال المطروح: هل ستتبع جامعات أخرى مثال جامعة كولومبيا في تقاعسها، أم ستأخذ التهديدات الأمنية بشكل أكثر جدية؟ وهل ستكون هناك إجراءات إضافية من الحكومة الفيدرالية لحماية الطلاب في الحرم الجامعي؟