يعتبر السحور من السنن النبوية التي حثَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يُعدّ من العوامل المهمة التي تعين المسلم على تحمل مشقة الصيام.

 فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استعينوا بطعام السحَرِ على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل" (رواه ابن ماجه) وهذا يشير إلى أهمية السحور في توفير القوة والنشاط للصائم طوال اليوم ويستعرض تحيا مصر التفاصيل في التقرير التالي.

فضل السحور في رمضان

السحور ليس مجرد وجبة لتأجيل الجوع، بل هو سُنَّة مباركة تحمل في طياتها بركة عظيمة، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تسحروا فإن في السحور بركة" (رواه البخاري). وفضلاً عن كونه سنة، فإن السحور يُعتبر سببًا في زيادة الأجر والثواب، ففيه طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واقتداء به.

 وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن السحور هو ما يميز صيام المسلمين عن صيام أهل الكتاب، قائلاً: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر".

أخطاء شائعة في السحور

على الرغم من فضل السحور، يقع العديد من الصائمين في بعض الأخطاء التي تتعارض مع السنة، وهذه الأخطاء يجب تجنبها لضمان صحة الصيام والاستفادة الكاملة من بركة السحور:

ترك السحور:
يعد ترك السحور من الأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها البعض، وهو خلاف السُّنَّة. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على السحور ويحث عليه، لأن في السحور بركة عظيمة تساعد على تحمّل مشقة الصيام. فمن دون السحور، قد يشعر الصائم بالجوع والعطش أكثر من المعتاد.

تعجيل السحور:
من الأخطاء الشائعة أيضًا تعجيل السحور وتقديمه في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين، وهذا يخالف السنة النبوية.

 حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عجِّلوا الإفطار وأخِّروا السحور"، مما يدل على أن السحور يجب أن يكون في وقت السحر، أي قبيل الفجر بوقت قصير.

الاستمرار في الأكل أثناء أذان الفجر:

من الأخطاء التي قد تفسد الصيام، الاستمرار في الأكل والشرب مع سماع أذان الفجر. يجب على الصائم التوقف عن الطعام والشراب فور سماعه أذان الفجر، لأن تأخير الإمساك حتى بعد بدء الأذان يؤدي إلى فساد الصوم.

فوائد السحور الصحية

تعتبر وجبة السحور من الوجبات الصحية التي تحافظ على توازن الجسم طوال ساعات الصيام. فقد أظهرت الدراسات أن تناول السحور يساعد على تقليل الشعور بالجوع والعطش ويزيد من طاقة الجسم، مما يجعل الصيام أكثر سهولة.

 بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول السحور في الوقت المناسب يُعزز من قدرة الجسم على التعامل مع فترات الصيام الطويلة ويُقلل من الأعراض الجانبية التي قد تحدث مثل الدوخة أو الإجهاد.

فضل الصيام والسحور

للصيام في شهر رمضان فضائل عظيمة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث الشريفة، ومنها ما ذكره في حديث أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" (رواه البخاري ومسلم).

 وفضل الصيام لا يقتصر فقط على ما يقدمه من أجر وثواب، بل يمتد إلى كونه سببًا في تكفير الخطايا، كما ورد في الحديث الشريف: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا" (رواه البخاري ومسلم).

كما أن للصائم فرحتين، فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه، وهي من أعظم مكافآت الله للمؤمنين الصائمين. ومن الأدلة الأخرى على فضل الصيام، أن للصائم بابًا خاصًا في الجنة يُسمى "الريان" لا يدخل منه إلا الصائمون.