نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رمضان في ذاكرة الزمن الجميل! - شبكة أطلس سبورت, اليوم الاثنين 3 مارس 2025 11:25 صباحاً
بقلم: عيسى المزمومي
في اليوم الثالث من رمضان، يحلّ علينا ضيف عزيز، يملأ أيامنا بعبق الروحانية والسكينة، ويمنحنا فرصة ثمينة للتأمل والاتصال بأعماق أنفسنا. في هذا الشهر المبارك، حيث يطغى الصمت والهدوء على حياة الناس، يجد الكاتب والمبدع فرصة ذهبية للتواصل مع أفكاره وإبداعه. فرَمضان، في جوهره، ليس مجرد شهرٍ للصوم والطاعات، بل هو موسم خصب للكتابة والتأليف، حيث تتلاقى روحانيات الشهر مع طاقة الفكر و التجلي!
الكتابة خلال شهر رمضان لها طابع خاص؛ فالصوم يجعل العزلة فضاءً مشرقًا للعقل، فتخلو المساحات الداخلية من الضوضاء، ويدخل الكاتب في حالة من الصفاء الذهني التي تساعده على التركيز والابتكار. ينشأ نوعٌ من التوازن بين الجسد والروح في هذا الشهر، مما يسمح للأفكار أن تنساب بسهولة، ويُفتح أمام الكاتب أفقٌ جديد للكتابة المتعمقة.
يعلمنا رمضان الصبر والتحمل، وهما صفتان أساسيتان لا غنى عنهما للكتّاب والمبدعين. فإذا كانت الكتابة رحلةً فكريةً تتطلب الكثير من الوقت والمثابرة، فإن رمضان يُعدّ فرصة لتعزيز هذه القيم، حيث يمكن للكاتب أن يستغل هذه الفترة في توليد أفكار جديدة، أو مراجعة أعماله السابقة، أو حتى الشروع في مشاريع إبداعية جديدة. وهكذا، يتحول رمضان من كونه شهرًا للراحة الروحية إلى مساحة خصبة للنمو الإبداعي والابتكار.
ولأنني قبل أيام قليلة، كنت قد انتهيت من تسليم مسودة كتابي الثالث “الخروج إلى الداخل: تطوير الذات والتنمية الاجتماعية” للأخ العزيز الأستاذ محمد الحربي، مدير دار صوت المؤلف للنشر والتوزيع، شعرت بسعادة غامرة بهذا الإنجاز! ورغم مرور أيام قليلة على بداية رمضان، إلا أنها مرت كأنها ثوانٍ خاطفة، وهذا دليل على تقارب الزمن!
أما عن روحانية رمضان، فهي تلامس قلوب المبدعين وتمنحهم الطاقة لكتابة أعمال ذات بعد إنساني عميق. فحينما يعيش الكاتب مشاعر الصوم والدعاء، يتجسد أمامه عالمٌ من القصص والمشاهد التاريخية التي تحمل قيمًا إيمانية عظيمة، يترجمها في أعماله الكتابية. ويزداد تأثير الكتابة في رمضان حينما تُستلهم من ملاحم البطولات الإسلامية التي ارتبطت بهذا الشهر العظيم، مثل معركة بدر وغيرها من الأحداث التي شكلت جزءًا من هوية الأمة الإسلامية.
الكتابة في رمضان لا تقتصر على نقل الأفكار فحسب، بل هي أيضًا وسيلة للتواصل مع الذات والعالم من حولنا. إنها أداة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس التي تتولد من لحظات الصوم والعبادة، تلك اللحظات التي تفتح أبواب التأمل، وتتيح للكاتب أن ينظر إلى الحياة بعين جديدة.
وفي الختام، يمكن القول إن رمضان ليس مجرد شهرٍ للتعبد والتقوى، بل هو أيضًا موسم خصب للكتابة والتأليف. إنه وقتٌ يتيح للمبدع أن يجد صوته الخاص ويجسد أفكاره بطريقة أصيلة وملهمة. رمضان في ذاكرة الزمن الجميل ليس مجرد ذكرى دينية، بل هو أيضًا فترة إبداعية استثنائية، تحمل في طياتها الكثير من الفرص الفكرية و التأملية التي لا تقدر بثمن!
0 تعليق