تصاعدت التوترات الدبلوماسية مع استمرار المفاوضات السرية بين واشنطن وحركة حماس، وسط تحذيرات متصاعدة من ترامب ووزير خارجيته بشأن ملف المحتجزين في غزة.
وفي تهديد جديد، أشار وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى ضرورة ألا تستخف حماس بتحذيرات الرئيس دونالد ترامب، مؤكدًا أن الرئيس فقد صبره إزاء ما يجري وأن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات حاسمة.
روبيو يحذر حماس من ترامب
أكد روبيو في تصريحاته أن الرئيس ترامب قد وفر مساحة ووقتًا كافيين لحل أزمة المحتجزين، مطالبًا حماس بالاستجابة الفورية لمطالبه بشأن الأسرى، سواء كانوا أحياء أو أموات.
وذكر أن ترامب لن يدلي بأي تصريح أو يصدر تحذيرًا إلا إذا كان جادًا بشأنه، مما يعكس خطورة الموقف والحزم الذي تسعى الإدارة الأمريكية لإظهاره.
وأضاف الوزير أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات حاسمة لضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين، محذرًا من أن استمرار الجمود قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في المنطقة.
ترامب يهدد قادة حماس
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وجه إلى حماس ما وصفه بـ “آخر تحذير” من أجل أن تطلق “في الحال” سراح جميع الرهائن الأحياء والأموات الذين تحتجزهم وتغادر قيادتها قطاع غزة، متوعدا سكّان قطاع غزة بالموت “إذا احتفظتم بالرهائن”، في وعيد يأتي بعيد تأكيد واشنطن أنّها أجرت اتصالات مباشرة مع الحركة الفلسطينية.
وكتب ترامب في منشور على منصّته “تروث سوشيال” للتواصل الاجتماعي “إلى سكّان قطاع غزة: هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفطتم بالرهائن، إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذوا القرار الصحيح”.
وأضاف “إنّي أرسل لإسرائيل كلّ ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة، وما من عضو واحد في حماس سيكون في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله لكم (…) هذا آخر تحذير لكم! بالنسبة للقيادة، الآن هو الوقت المناسب لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة”.
حماس ترد على ترامب
قال المتحدث باسم حماس عبداللطيف القانوع، الخميس، إن المسار الأمثل لتحرير باقي المحتجزين في غزة هو دخول إسرائيل في مفاوضات المرحلة الثانية وإلزامها بالاتفاق الموقع.
وأضاف بالقول إن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “المتكرر ضد شعبنا يشكل دعما لنتنياهو للتنصل من الاتفاق وتشديد الحصار والتجويع بحق شعبنا”.
المفاوضات السرية بين أمريكا وحماس
على خلفية هذه التحذيرات، تواصلت المفاوضات السرية بين المبعوث الخاص لقضية المحتجزين، آدم بوهلر، وحركة حماس في الدوحة خلال الشهر الماضي.
ووفق تقارير فقد هدفت هذه الاتصالات إلى إيجاد حل سريع لإطلاق سراح الأسرى، إلا أن المصادر تؤكد أن النتائج الملموسة لم تظهر بعد.
ورغم الجهود المبذولة، تبقى الخلافات القائمة بشأن مطالب الأسرى عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق نهائي.
ويبدو أن الضغط الأمريكي قد تكثف في محاولة لكسر الجمود، بينما تحاول حماس الحفاظ على مواقفها الرافضة لأي تنازلات تُعتبر مخالفة لمصالحها الاستراتيجية.
التنسيق الأمريكي مع إسرائيل
وفي الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة على تنسيق جهودها مع الجانب الإسرائيلي في ملف الأسرى، في ظل موقف صارم من قبل إسرائيل الذي يرفض التنازل عن مطالبها الخاصة بخلع حماس من المشهد ونزع أسلحتها من قطاع غزة.
فقد شهدت الأيام الأخيرة تبادل تصريحات من المسؤولين الإسرائيليين الذين أكدوا أهمية استمرار الضغط على حماس لإجبارها على تقديم تنازلات ملموسة.
وفي هذا السياق، قام المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بعرض تصور جديد لتمديد هدنة قائمة مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين، وهو ما لم يحظَ بترحيب واسع من كلا الجانبين بسبب الخلافات الجوهرية حول مضمون الاتفاق.
احتمالات عودة الحرب
يأتي هذا التطور في وقت حرِج، بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي استمرت 42 يومًا، فيما لا تزال آفاق التوصل إلى اتفاق دائم تمدد الهدنة تبدو ضبابية.
تشير التقارير إلى أن استمرار الجمود في المفاوضات قد يدفع الأطراف إلى العودة إلى ساحة المواجهة العسكرية، خاصة مع تفاقم الضغوط الأمريكية والدولية على حماس لإنهاء الأزمة بأسرع وقت ممكن.
اقرأ أيضا
مباحثات سرية مباشرة بين حماس وأمريكا.. ما الهدف منها؟
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق