شبكة أطلس سبورت

عقار تجريبي يثبت فعاليته في خفض سكر الدم لدى مرضى السكري - شبكة أطلس سبورت

 يعد مرض السكري من النوع الثاني أحد أكثر الأمراض الأيضية شيوعا في العالم، حيث يعاني المرضى من مقاومة الأنسولين وضعف إفرازه، ما يؤدي إلى ارتفاع مزمن في مستويات السكر في الدم. وعلى الرغم من توفر العديد من الأدوية، لا يزال كثير من المرضى غير قادرين على تحقيق تحكم مثالي في الغلوكوز، ما يجعلهم عرضة لمضاعفات خطيرة، مثل أمراض القلب وأمراض الكبد.

وهنا يبرز دور"بربارين أورسوديوكسيكولات" (HTD1801)، وهو عقار تجريبي يعزز التمثيل الغذائي ويقلل الالتهابات، من خلال تنشيط "كيناز AMP" (إنزيم رئيسي يلعب دورا حاسما في تنظيم التمثيل الغذائي والطاقة داخل الخلايا) وتثبيط "إنفلماسوم NLRP3" (يلعب دورا رئيسيا في تنظيم الاستجابة الالتهابية). كما تجمع تركيبته بين "بربارين"، الذي ينظم استقلاب الغلوكوز والدهون، و"حمض أورسوديوكسيكوليك"، المعروف بخصائصه الوقائية للكبد.

وأجرى الباحثون تجربة عشوائية من المرحلة الثانية، شملت 113 مريضا يعانون من مرض السكري من النوع 2، بمستويات هيموغلوبين A1c (مؤشر رئيسي لمتوسط مستوى السكر في الدم) تتراوح بين 7.0% و10.5%، ومستوى غلوكوز في البلازما أثناء الصيام أقل من 250.5 مغم/ديسيلتر.

وقبل بدء التجربة، خضع جميع المشاركين لفترة تحضيرية مدتها 4 أسابيع، تلقوا خلالها إرشادات غذائية وتعليمات حول مراقبة نسبة السكر في الدم. ثم تم توزيعهم على 3 مجموعات: مجموعة تلقت دواء وهميا، ومجموعة تلقت 500 مغم من HTD1801 مرتين يوميا، ومجموعة تلقت 1000 مغم من HTD1801 مرتين يوميا.

 

وخلال 12 أسبوعا من المتابعة، سجل المرضى الذين تلقوا HTD1801 تحسنا ملحوظا يعتمد على الجرعة:

- انخفضت مستويات هيموغلوبين A1c بمقدار 0.4% في المجموعة ذات الجرعة المنخفضة، و0.7% في المجموعة ذات الجرعة العالية، مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي.

- شهدت مجموعة الجرعة العالية انخفاضا متوسطا في سكر الدم الصائم بلغ 18.4 مغم/ديسيلتر.

- تمكن عدد أكبر من المرضى الذين تناولوا HTD1801 من الوصول إلى مستويات السكر المستهدفة (أقل من 7.0%) مقارنة بمن تلقوا الدواء الوهمي.

ولم يقتصر تأثير HTD1801 على سكر الدم فقط، بل أظهر فوائد أيضية وقلبية واضحة، خاصة في مجموعة الجرعة العالية: انخفاض ملحوظ في الكوليسترول الضار (LDL) والكوليسترول غير عالي الكثافة، وتحسن في مستويات الدهون الثلاثية وانخفاض في البروتين التفاعلي C عالي الحساسية، وهو مؤشر رئيسي للالتهابات الجهازية، بالإضافة إلى تحسن وظائف الكبد.

وبشكل عام، كان HTD1801 آمنا وجيد التحمل، حيث أكمل 97.3% من المشاركين الدراسة دون الحاجة إلى التوقف بسبب آثار جانبية خطيرة.

وعلى عكس بعض العلاجات الأخرى، لم يتسبب في زيادة الوزن أو زيادة خطر انخفاض سكر الدم الشديد.

وحاليا، تجري تجارب سريرية من المرحلة الثالثة، تهدف إلى تقييم الدواء على نطاق أوسع ولفترة أطول. وإذا أثبت نجاحه، فقد يصبح علاجا فمويا جديدا لمرض السكري من النوع الثاني، خاصة للمرضى الذين يواجهون تحديات في السيطرة على مستويات السكر والمضاعفات الأيضية.

نشرت الدراسة في مجلة JAMA Network Open.

المصدر: ميديكال إكسبريس

أخبار متعلقة :