القاهرة (خاص عن مصر)- دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للوحدة الأوروبية، حيث دعي أوروبا إلى تولي قدر أكبر من السيطرة على مستقبلها، محذرا من أن مصيرها لا ينبغي أن تمليه موسكو أو واشنطن.
في خطاب متلفز، أكد ماكرون على أهمية الوحدة الأوروبية والدعم الطويل الأجل لأوكرانيا، بما في ذلك النشر المحتمل للقوات الأوروبية للحماية من وقف إطلاق النار الهش.
تأتي تصريحاته في الوقت الذي تتزايد فيه التوترات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في أعقاب قرار واشنطن بقطع تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف.
ماكرون يدعو للوحدة الأوروبية
إن دعوة ماكرون لأوروبا لتحديد إطارها الأمني الخاص تؤكد على التحول في نهج فرنسا تجاه الجغرافيا السياسية العالمية.
أعرب عن الحاجة إلى أن تعزز أوروبا قدراتها الدفاعية، خاصة مع استمرار تصعيد العدوان الروسي. وقال ماكرون “إن البقاء متفرجًا في هذا الصراع العالمي سيكون حماقة”، مسلطًا الضوء على خطط روسيا لتوسيع قواتها العسكرية، بما في ذلك زيادة مقترحة قدرها 300 ألف جندي بحلول عام 2030.
كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز أمن أوروبا، أعلن ماكرون عن اجتماع لقادة الجيوش الأوروبية في باريس الأسبوع المقبل. ويهدف هذا الاجتماع إلى مناقشة السلام المستقبلي في أوكرانيا وضمان بقاء أوروبا نشطة في الدفاع عن مصالحها، بشكل مستقل عن الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: قرارات ترامب الاقتصادية تهدد بقاء الفيلة ووحيد القرن.. والبيئة تدق ناقوس الخطر
الولايات المتحدة وأوكرانيا: علاقة متوترة
جاءت تصريحات ماكرون بعد ساعات فقط من تعليق الولايات المتحدة لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، وهي الخطوة التي أثارت مخاوف في أوروبا وكييف. وعلى الرغم من هذه النكسات، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمواصلة محادثات السلام، مؤكدًا على الحاجة إلى اتفاق سلام عادل ودائم.
بلغ التوتر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ذروته بعد خلاف بين ترامب وزيلينسكي. وأشار البيت الأبيض منذ ذلك الحين إلى أنه في حين أن المساعدات العسكرية قيد المراجعة، فإن المناقشات بشأن اتفاق سلام محتمل مستمرة.
يعمل ماكرون، إلى جانب مسؤولين بريطانيين، على الانتهاء من خطة سلام في الأيام المقبلة، على أمل سد الفجوة بين واشنطن وكييف مع التأكيد على أن روسيا تظل المعتدي الأساسي.
دور فرنسا في مستقبل أوروبا
في خطابه، تطرق ماكرون أيضًا إلى الدور الاستراتيجي لفرنسا داخل أوروبا ونفوذها العالمي. ودعا إلى زيادة الإنفاق الدفاعي دون زيادة الضرائب وأكد على أهمية تعزيز الاستقلال العسكري لأوروبا.
أشار ماكرون أيضًا إلى أن فرنسا ستستكشف إمكانية توسيع مظلتها النووية إلى دول أوروبية أخرى، وهي الخطوة التي من شأنها تعزيز الأمن الجماعي.
يُنظر إلى هذا الدافع نحو مزيد من الاستقلال الدفاعي باعتباره خطوة ضرورية لحماية الاستقرار الأوروبي، خاصة وأن روسيا تواصل بناء وجودها العسكري وتهدد سلام القارة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
أخبار متعلقة :