أمريكا تصنف الحوثيين جماعة إرهابية .. في تصعيد جديد للأزمة اليمنية، أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا إعادة تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، وذلك بعد سلسلة هجمات استهدفت الملاحة الدولية والسفن العسكرية في البحر الأحمر. ولم يتأخر رد الحوثيين.
و أعلن الإعلام الحربي اليمني في 3 مارس الجاري عن نجاح الجماعة في إسقاط طائرة مسيّرة أمريكية من طراز “MQ-9 Reaper” بصاروخ أرض-جو محلي الصنع أثناء تنفيذها مهام استخباراتية في أجواء محافظة الحديدة، غربي اليمن.
الصاروخ المستخدم.. قدرات متطورة ومنشأ إيراني
أشارت مصادر عسكرية إلى أن الصاروخ المستخدم في إسقاط الطائرة الأمريكية قد يكون من طراز “صقر 1” أو “صقر 2″، وهو صاروخ حراري إيراني الأصل تم تطويره للاشتباك مع الأهداف الجوية المختلفة. يتميز هذا الصاروخ بمدى يتراوح بين 100 إلى 150 كيلومتراً، ويستطيع التحليق حتى ارتفاع 9200 متر بسرعة تصل إلى 1000 كيلومتر في الساعة. كما سبق لهذا الصاروخ أن أسقط عدة أنواع من الطائرات المسيّرة والمقاتلة، مما يعكس تطور قدرات الدفاع الجوي لدى الحوثيين.
- صاروخ الدفاع الجوي صقر 2 خلال عرض عسكري للحوثي
الطائرة الأمريكية MQ-9: خسائر استراتيجية
تُعد طائرة “MQ-9 Reaper” واحدة من أبرز الطائرات المسيّرة الأمريكية، وتتميز بقدرات متقدمة في الاستطلاع والهجمات الدقيقة، إذ تصل تكلفة الواحدة منها إلى 33 مليون دولار. وبحسب المصادر العسكرية الحوثية، فإن هذه الطائرة هي رقم 15 التي يتم إسقاطها حتى الآن، ما يشير إلى قدرة الجماعة المتزايدة على مواجهة التكنولوجيا العسكرية الأمريكية المتطورة.
- الطائرة الأمريكية بدون طيار MQ-9
تصعيد عسكري ورسائل استراتيجية
يأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات بين الحوثيين والولايات المتحدة، خاصة بعد إعلان واشنطن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية. ويمثل إسقاط الطائرة رسالة واضحة بأن الحوثيين يمتلكون قدرات دفاعية متطورة قادرة على تهديد الطائرات الأمريكية المتقدمة. كما يشير إلى أن قرار التصنيف الأمريكي قد يدفع الجماعة إلى مزيد من الهجمات والتصعيد العسكري في المنطقة.
التداعيات المحتملة لهذا التطور
1. رد أمريكي محتمل:
استمرار استهداف الطائرات الأمريكية قد يدفع واشنطن إلى تصعيد عملياتها العسكرية، سواء عبر هجمات جوية على مواقع الحوثيين أو عبر تعزيز الدعم اللوجستي والعسكري للقوات المناوئة لهم في اليمن.
2. زيادة التوترات في البحر الأحمر:
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة في الممرات المائية الدولية. وقد يؤدي التصعيد إلى تفاقم المخاطر على التجارة العالمية، لا سيما مع استمرار الحوثيين في استهداف السفن التي تمر عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
3. تعزيز قدرات الحوثيين العسكرية
امتلاك الحوثيين لصواريخ متطورة مثل “صقر 1″ و”صقر 2” وإسقاط 15 طائرة أمريكية من طراز MQ-9 Reaper يشير إلى أن الجماعة نجحت في تطوير منظومة دفاع جوي متقدمة، وهو تطور يثير قلق الولايات المتحدة وحلفائها، لأنه قد يغيّر من توازن القوى في النزاع اليمني.
يبدو أن إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية لن يثنيهم عن التصعيد، بل على العكس، قد يدفعهم إلى مزيد من العمليات العسكرية ضد المصالح الأمريكية والدولية. في المقابل، فإن إسقاط الطائرات الأمريكية يضع واشنطن أمام مأزق استراتيجي، فإما التصعيد العسكري أو البحث عن حلول دبلوماسية للحد من النفوذ الحوثي. الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت جديدة في هذا الصراع المتصاعد.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
أخبار متعلقة :