إعصار الـ 43 يوماً - أطلس سبورت

في أول خطاب له في الكونجرس يوم أمس كان الرئيس دونالد ترمب كعادته مالئ الدنيا وشاغل الناس، ليس الأمريكيين فحسب بل كل العالم، فمن ذا الذي لا يهمه ما يقول ترمب أينما كان، فهو رئيس أقوى دولة في العالم، ومع ذلك فهو غير مقتنع بأن ما وصلت إليه يكفيها بل يريد أن يجعلها عظيمة مرة أخرى كما هو شعاره.

دخل ترمب الكونجرس بعد 43 يوماً فقط من تنصيبه رئيساً، لكنه خلال هذه المدة القصيرة جداً أصدر عشرات الأوامر التنفيذية المتعلقة بإدارة الشؤون الداخلية أحدثت زلزالاً غير مسبوق، وفي الشؤون الخارجية لم يكن الأمر مختلفاً فقد بدأ بما لم يسبقه إليه أحد، ضم كندا وجرينلاند، قناة بنما، تغيير مسمى خليج المكسيك، الانسحاب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية المناخ، رسوم جمركية على الصين وكندا والمكسيك، تهديدات للناتو ودول أوروبا، التقارب مع بوتين لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، إهانة الرئيس الأوكراني أمام العالم في البيت الأبيض، كل ذلك في أقل من شهر ونصف على رئاسته، والله وحده يعلم كيف سيكون حال العالم خلال السنوات الأربع القادمة مع بلدوزر ترمب.

بالنسبة لنا في العالم العربي نأمل أن تكون علاقة أمريكا مع شركائها الإستراتيجيين علاقة شراكة بنّاءة مبنية على تحقيق المصالح المشتركة دون استفزازات، ومن ناحية أخرى فإن الوضع في المنطقة في غاية الخطورة لأسباب كثيرة؛ أهمها ملف القضية الفلسطينية بعد حرب غزة. نحتاج من إدارة ترمب دعم المسار العربي بشأن غزة الذي تمخض عن القمة العربية الطارئة قبل يومين، وكذلك المؤتمر الدولي بشأن حل الدولتين الذي قيل إنه سيعقد في مايو القادم بإشراف المملكة وفرنسا. كما أن على الرئيس ترمب عندما يقدم نفسه كراعٍ للسلام أن يضبط العربدة الإسرائيلية وتهور نتنياهو الذي يهدد أي بادرة لتهدئة الأوضاع. هذه المنطقة حيوية لكل العالم واستقرارها مفيد للجميع، ولكن بما يحفظ الحقوق والسيادة ويمنع المغامرات الكارثية التي تهدد أمنها واستقرارها.