شبكة أطلس سبورت

فشل أمانة عمان في إدارة العاصمة: سوء تخطيط وأزمات بلا حلول - شبكة أطلس سبورت

جو 24 :

كتب كابتن اسامه شقمان - 

تعاني العاصمة الأردنية عمان من مجموعة من الأزمات التي أصبحت جزءًا من الحياة اليومية لمواطنيها، حيث كانت في الماضي نموذجًا حضاريًا يعكس تطور الأردن، إلا أنها اليوم تواجه تحديات كبيرة في العديد من القطاعات. من شوارع متهالكة إلى أزمة مرورية خانقة، ومشاكل النقل العام، تضاف إليها الأزمات المتعلقة بالنفايات والصرف الصحي، ما يعكس سوء التخطيط والإدارة.

على الرغم من الجهود المستمرة لتحسين البنية التحتية، إلا أن شوارع عمان لا تزال تعاني من الحفر والتشققات المتكررة.

إصلاحات الطرق لا تلبث أن تتدهور مجددًا بعد فترة قصيرة، مما يعكس غياب التنسيق الفعّال بين الجهات المعنية وضعف تخطيط مشروعات الصيانة.

كما أن الأرصفة في بعض المناطق تفتقر إلى معايير السلامة، حيث تعاني من تعديات غير منظمة تجعلها غير صالحة للاستخدام الآمن للمشاة. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن مشاريع الطرق الكبرى تحتاج إلى فترات تنفيذ طويلة، ما يؤدي إلى إغلاق الشوارع الرئيسية دون توفير حلول بديلة، مما يزيد من الازدحام المروري. ومع حلول فصل الشتاء، تصبح مشاكل تصريف مياه الأمطار أكثر تعقيدًا بسبب ضعف الأنظمة المتاحة.

في مجال النقل العام، كان من المفترض أن يوفر مشروع الباص السريع حلاً عمليًا للأزمة المرورية المتزايدة في عمان. ولكن على الرغم من الانتهاء من أجزاء من المشروع، إلا أن تأثيره في تخفيف الازدحام لا يزال محدودًا بسبب عدم تكامل مساراته مع شبكة النقل العام الأخرى.

كما أن تصميم المشروع أثر سلبًا على المساحات المتاحة للطرق، مما زاد من الضغط المروري في بعض المناطق بدلًا من تحسين انسيابية الحركة.

في الوقت الذي تعتمد فيه العواصم العالمية على أنظمة نقل عام حديثة وفعّالة، ما تزال عمان تعاني من فوضى في هذا القطاع، حيث يفتقر النقل العام إلى جداول زمنية دقيقة، ما يجعله خيارًا غير موثوق للمواطنين.

أما في مجال تراخيص البناء، فتواجه أمانة عمان تحديات كبيرة، حيث بات الحصول على ترخيص بناء عملية طويلة ومعقدة تتسم بالبيروقراطية.

كما أن زيادة الرسوم المفروضة على المستثمرين دون تقديم خدمات توازي هذه الزيادة تعيق نمو القطاع العقاري وتحل أزمات السكن. هذا بالإضافة إلى غياب تخطيط عمراني واضح في بعض المناطق، مما يؤدي إلى التوسع غير المنظم ويزيد من الأزمات الحضرية.

من جهة أخرى، تواجه عمان مشاكل كبيرة في إدارة النفايات والصرف الصحي. حيث يعاني سكان العاصمة من تراكم النفايات في بعض الأحياء نتيجة لضعف استراتيجيات جمعها، كما أن مشكلات الصرف الصحي ما زالت قائمة دون حلول فعّالة.

غياب الاستراتيجيات البيئية المستدامة يجعل من الصعب التغلب على هذه التحديات.

إن الوضع الراهن في عمان يحتاج إلى تغيير جذري في طريقة إدارة المدينة.

لا بد من وضع خطط استراتيجية تشمل تحسين البنية التحتية والنقل العام، وتبني حلول فعّالة للتحديات التي يواجهها المواطنون يوميًا. كما يجب أن تتضمن الإصلاحات تعزيز الشفافية والمساءلة، وفتح المجال للخبراء في مجالات التخطيط والإدارة لتحسين الخدمات العامة.

إذا لم تُتخذ خطوات جادة لتحسين الوضع، فإن الأزمات ستستمر في التفاقم، وسيظل المواطن هو الخاسر الأكبر من فشل الإدارة في تحقيق التنمية المستدامة.

أخبار متعلقة :