شبكة أطلس سبورت

نيران لا تهدأ على مدار اليوم.. سر انتشار الحرائق في سوريا منذ بداية العام - شبكة أطلس سبورت

تشهد سوريا منذ بداية عام 2025 موجة من الحرائق اجتاحت الأحراش والغابات والمخيمات والمناطق السكنية، وسط تحديات كبيرة تواجه فرق الإطفاء في احتواء هذه الكوارث المتكررة.

وتشير التقارير إلى أن عدد الحرائق المسجلة حتى منتصف فبراير الجاري تجاوز 1049 حريقاً، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا الانتشار السريع للنيران، ومدى قدرة الجهات المعنية على السيطرة عليها.

حرائق لا تهدأ في سوريا

منذ مطلع العام، اندلعت عشرات الحرائق في الغابات السورية، خاصة في ريفي اللاذقية وطرطوس، حيث التهمت النيران مساحات واسعة من الأحراش، وأتت على أشجار معمّرة تشكل جزءاً أساسياً من الغطاء النباتي في البلاد.

وكان أحدث هذه الحرائق ما شهدته منطقة الدريكيش بطرطوس اليوم الأربعاء بعد أقل من 24 ساعة على إخماد سلسلة من الحرائق امتدت إلى أكثر من 20 موقعاً.

ووفقاً لمصادر الدفاع المدني السوري، فإن فرق الإطفاء تواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع هذه الحرائق، أبرزها وعورة التضاريس التي تعيق وصول سيارات الإطفاء، وسرعة الرياح التي تساهم في انتشار النيران، فضلاً عن تعدد بؤر الاشتعال، ما يستدعي جهوداً مضاعفة لإخمادها.

المخيمات… خطر متزايد مع الشتاء

لم تقتصر الحرائق على الغابات، بل امتدت إلى مخيمات النازحين في شمال سوريا، حيث تسببت وسائل التدفئة البدائية في اندلاع عشرات الحرائق، كان آخرها في مخيم العاصي قرب كفر صفرة في جنديرس.

ووفقاً لإحصائيات الدفاع المدني، فإن 25 حريقًا اندلعت في المخيمات منذ بداية العام، مما يزيد من معاناة آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف قاسية أصلاً.

ويرجع الخبراء تكرار حرائق المخيمات إلى الاستخدام غير الآمن لمواد التدفئة، وضعف البنية التحتية، وافتقار المخيمات لمعدات الإطفاء اللازمة، مما يجعل السيطرة على النيران أمراً صعباً، خاصة في ظل تأخر وصول فرق الإطفاء إلى مواقع الحريق.

إحصائيات مقلقة لحجم الكارثة

تشير الإحصائيات إلى أن الحرائق في سوريا خلال عام 2024 كانت بمعدلات مرتفعة، حيث بلغ عدد الحرائق في الحقول الزراعية 1565 حريقاً، فيما اندلع 907 حرائق في منازل المدنيين،

وامتدت النيران إلى الغابات مسجلة 236 حريقاً، في حين شهدت المخيمات 220 حريقاً، كما اندلعت 166 حريقاً في محطات الوقود، ما يعكس حجم الكارثة البيئية والإنسانية الناجمة عن هذه الحوادث.

أسباب انتشار الحرائق في سوريا

بحسب تقارير ، ترجع بعض الحرائق إلى الإهمال البشري أو الاستخدام غير الآمن لمصادر الطاقة، فإن التغيرات المناخية والجفاف المتزايد لعبا أيضاً دوراً رئيسياً في تهيئة الظروف المناسبة لاشتعال النيران.

ويؤكد مختصون أن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات الرطوبة في بعض المناطق أسهما في جعل الغابات أكثر عرضة للاشتعال، مما يجعل هذه الحرائق مرشحة للاستمرار ما لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية أكثر فاعلية.

إجراءات ضرورية للحد من كارثة الحرائق في سوريا

مع استمرار انتشار الحرائق، تتزايد الحاجة إلى تعزيز إمكانيات فرق الإطفاء، وتأمين وصول أسرع إلى مواقع الحرائق، وتكثيف حملات التوعية بمخاطر الإهمال في استخدام وسائل التدفئة، إضافة إلى وضع خطط استباقية لحماية الغابات والمخيمات والمناطق السكنية من حرائق مستقبلية.

وبحسب مراقبون، فإن سوريا في مواجهة تحد بيئي وإنساني كبير، حيث تواصل النيران التهام مساحاتها الخضراء، فيما يقف المدنيون والنازحون في مواجهة خطر دائم يستدعي حلولاً عاجلة.

اقرأ أيضًا: أطول خطاب في تاريخ أمريكا.. ترامب يثير الجدل بالكونجرس.. ماذا حدث؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

أخبار متعلقة :