نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رمضان في ذاكرة الزمن الجميل! - شبكة أطلس سبورت, اليوم الثلاثاء 4 مارس 2025 09:27 مساءً
بقلم: عيسى المزمومي
يحلّ علينا رمضان كل عام ليوقظ فينا معاني الرحمة والتآخي، ويعيد صياغة العلاقات الإنسانية على أسس من التكافل والتراحم. إنه أكثر من مجرد امتناع عن الطعام والشراب؛ بل هو مدرسة روحية تُعلّمنا قيم الإيثار وضبط النفس والشعور بمعاناة الآخرين.ونحن نعيش لحظات اليوم الخامس في هذا الشهر الكريم، يبرز أولئك الذين لا يقيسون النجاح فقط بالمكاسب المادية، بل بمقدار الخير الذي يزرعونه في مجتمعاتهم. ومن بين هؤلاء، يلمع اسم رجل الأعمال السعودي السيد سالم بن علي السالم، الذي جعل من النجاح منصةً للعطاء، وحوّل العمل التجاري إلى جسر يخدم الإنسان قبل أن يخدم الأرقام.
ودائمًا كان رمضان شهر العطاء، حيث تتجلى فيه أسمى معاني الرحمة والتضامن الاجتماعي. فالعطاء لا يقتصر على المال، بل يشمل الجهد والوقت والمشاعر الصادقة. وهذا ما جسّده سالم السالم في مسيرته، حيث لم يكن نجاحه مقتصرًا على تأسيس مجموعة نقل وسياحة مزدهرة، بل سعى إلى مدّ يد العون للمحتاجين، ودعم الأسر المنتجة، والمشاركة في المشاريع الخيرية والتنموية.
لم يكن العمل الإنساني لدى سالم السالم دورًا ثانويًا أو تكميليًا، بل كان ركيزةً أساسية في فلسفته المهنية والحياتية. فمنذ أن أسس مجموعة السالم للنقل والسياحة عام 1412هـ، حرص على أن يكون نشاطه التجاري وسيلةً لخدمة المجتمع. فكان من روّاد توفير خدمات النقل للحجاج والمعتمرين، إلى جانب مساهماته في المشاريع التنموية المختلفة. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، لم يتخلَّ يومًا عن التزامه الاجتماعي، بل خصّص جزءًا من وقته وموارده لدعم المبادرات الخيرية، ليكون نموذجًا لرجل الأعمال الذي يرى في نجاحه فرصةً للعطاء.
في عالم باتت فيه القيم المادية مقياسًا أساسيًا للنجاح، يظهر نموذج مختلف يجسّده سالم السالم، حيث يرى أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بما يحققه الفرد لنفسه فقط، بل بما يقدمه لمجتمعه. لذلك، لم يكن مكتبه مجرد مقر لإبرام الصفقات، بل مكانًا تُقضى فيه الحوائج، وتُفتح فيه الأبواب لمساعدة المحتاجين، التزامًا بقول النبي ﷺ: “أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ.”
إن رمضان مدرسة تعلمنا أن العطاء لا ينبغي أن يكون مؤقتًا أو مشروطًا، بل أسلوب حياة مستدام. وهنا تتجلى الرؤية العميقة لرجال الأعمال الحقيقيين، الذين لا يكتفون بتقديم المساعدات اللحظية، بل يسعون إلى إحداث أثر دائم من خلال المشاريع التنموية التي تستمر حتى بعد انتهاء الشهر الكريم. لم يتوقف سالم السالم عند دعم الجمعيات الخيرية والمساعدات المباشرة، بل تبنّى رؤية أعمق للعطاء من خلال مشاريع تنموية مستدامة، مثل:
– النقل المدرسي، لتوفير وسيلة آمنة للطلاب.
– خلق فرص عمل للشباب، لتأمين مستقبل مستقر.
– المساهمة في تطوير البنية التحتية لقطاع النقل والسياحة.
هذه الرؤية تتماشى مع التطورات الحديثة في العمل الخيري، حيث لم يعد العطاء مقتصرًا على المساعدات المالية، بل أصبح استثمارًا في الإنسان والمجتمع، من خلال مشاريع تُمكّن الأفراد من تحقيق الاستقلال المالي وتحسين جودة الحياة.
كثيرون يعتقدون أن “الزمن الجميل” قد ولّى، حيث كانت العلاقات أكثر دفئًا والمجتمعات أكثر تماسكًا. لكن الحقيقة أن الخير لا يزال موجودًا، متجددًا بأشكال مختلفة. ففي ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، لا تزال هناك نماذج مضيئة مثل الوالد سالم السالم، تذكّرنا بأن القيم لا تموت، بل تتجدد في نفوس أولئك الذين يؤمنون بأن الحياة تكتمل حين تمتد الأيدي لمساعدة الآخرين.
في عالم تتسارع فيه التحديات، يصبح التكافل الإنساني ضرورة وليس رفاهية. ورمضان يأتي ليؤكد لنا أن النجاح لا يكون حقيقيًا إلا حين يكون مشتركًا، وحين يتحوّل العطاء من عادة موسمية إلى نهج دائم في الحياة. وكما كان سالم السالم نموذجًا لرجل الأعمال الذي سخّر نجاحه لخدمة الآخرين، فإن الدرس الأكبر الذي يقدمه رمضان هو أن العطاء لا يحتاج إلى ثروة طائلة، بل يبدأ بكلمة طيبة، أو مساعدة بسيطة، أو حتى ابتسامة صادقة.
رمضان ليس مجرد شهر عابر، بل ذاكرة حيّة تتجدد كل عام، تذكرنا بأن الإنسان لا يُقاس بما يملك، بل بما يمنح. وقصة والدنا الفاضل سالم السالم ليست سوى واحدة من القصص الملهمة التي تثبت أن الخير لا يزال نابضًا في القلوب، وأن النجاح الحقيقي هو ذاك الذي يترك أثرًا في حياة الآخرين!
أخبار متعلقة :