أعاد مقطع فيديو متداول في تونس ذكرى الشاب محمد بوعزيزي الذي أشعل النار في نفسه بعد صفعه على وجهه من قِبل أحد أفراد الشرطة التونسية أواخر عام 2010 .
وأثار مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الاستياء، حيث وثق لحظة اعتداء عناصر من الشرطة على شاب في الطريق العام، في تكرار لواقعة بوعزيزي التي أدت لاندلاع ثورة الياسمين في تونس.
وظهر الشاب وهو ملقى على الأرض ويتعرض للركل والضرب من قبل ثلاثة عناصر أمنية، في مشهد أثار انتقادات واسعة حول استخدام القوة المفرطة.
الاعتداء في وضح النهار
وقع الحادث في الحي العمراني الشمالي بضواحي العاصمة تونس، حيث انتشر المقطع المصور بشكل واسع، ما دفع العديد من المواطنين والحقوقيين إلى التعبير عن استنكارهم لما جرى، مطالبين بفتح تحقيق جاد ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة.
دعوات للمحاسبة
طالب نواب في البرلمان وعدد من الناشطين الحقوقيين بمحاسبة رجال الأمن المتورطين، مشيرين إلى أن تجاوزات الأجهزة الأمنية باتت متكررة وتتطلب وقفة حازمة.
واعتبر البعض أن مثل هذه الممارسات تعكس تراجعًا في مستوى احترام القانون وحقوق الإنسان، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى تعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.
تحرك رسمي سريع بعد واقعة بوعزيزي الجديد
أمام تصاعد موجة الغضب، أعلنت وزارة الداخلية عن إيقاف العناصر الأمنية المعنية بالحادثة وفتح تحقيق في ملابساتها. لكنها أوضحت أن الشاب المعني كان قد أثار شكاوى من بعض المواطنين، متهمة إياه بارتكاب تصرفات غير لائقة في الطريق العام، ما استدعى تدخل الأمن.
أزمة سياسية واقتصادية
تأتي هذه الحادثة في ظل أوضاع متوترة تعيشها البلاد، حيث تواجه تونس أزمات اقتصادية حادة أدت إلى ارتفاع نسب البطالة وتزايد الاحتقان الاجتماعي.
وتشهد الأسواق نقصًا في بعض المواد الأساسية، إلى جانب ارتفاع الأسعار، مما فاقم من معاناة المواطنين.
سياسيًا، تشهد البلاد حالة من التجاذب بين الرئيس قيس سعيّد ومعارضيه، وسط اتهامات بتقييد الحريات وتهميش المؤسسات الديمقراطية.
كما تصاعدت حملة الاعتقالات التي طالت معارضين ونشطاء، ما زاد من حدة التوتر في الشارع التونسي.
هل يعيد التاريخ نفسه؟
أثارت الواقعة مقارنات مع حادثة محمد البوعزيزي، التي كانت شرارة اندلاع احتجاجات واسعة قبل أكثر من عقد. ويخشى كثيرون أن تتسبب مثل هذه الحوادث في إشعال موجة جديدة من الغضب الشعبي، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة.
اقرأ أيضًا: عودة بشار.. ظهور ساخر لـ الأسد يشعل الجدل في سوريا- شاهد
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
أخبار متعلقة :