نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عثمان عبده هاشم.. سيرة مهنية راسخة وحضور إنساني لا يُمحى - أطلس سبورت, اليوم الجمعة 14 مارس 2025 04:25 صباحاً
طوال مسيرته، تقلد عثمان هاشم مناصب متعددة داخل «عكاظ»؛ منها نائب رئيس التحرير، كما أشرف على صفحات الجريدة أكثر من مرة، وكان له حضورٌ بارز في مجلة «النادي»، حيث جمع بين الخبرة الصحفية والنظرة التحليلية العميقة، مقدمًا محتوى يعكس احترافية الصحافة المسؤولة.
إلى جانب عمله الصحفي، كان أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد الرياضي للإعلام، وهي خطوة تعكس إيمانه بأهمية تنظيم العمل الإعلامي وضبط معاييره المهنية، بعيدًا عن الضجيج والصراعات الجانبية. وكان معروفًا بكونه هادئًا، رصينًا، يحترم المهنة ويحظى بتقدير زملائه، إذ امتاز بسعة الأفق ودماثة الأخلاق، مما جعله شخصية تحظى بالاحترام من مختلف الأجيال الصحفية.
لكن ما يميّز الدكتور عثمان عبده هاشم، ليس فقط سيرته المهنية، بل حضوره الإنساني العميق. لم يكن مجرد مسؤول في الجريدة، بل كان شخصيةً قريبة من الجميع، من أبسطها أنه كان يحظى بمحبة واحترام (العكاظيين) بمختلف مواقعهم. لم يكن تعامله قائمًا على الفوارق الوظيفية أو المناصب، بل على الأخلاق والاحترام والتقدير المتبادل، مما جعله يحظى بتقدير واسع داخل «عكاظ» وخارجها.
ولم يكن أثره مقتصرًا على الإعلام، بل كان له حضور أكاديمي مرموق، حيث تقلّد منصب عميد كلية البحار في جامعة الملك عبدالعزيز، مقدمًا خبرته الإدارية والعلمية في تطوير البرامج الأكاديمية والبحثية. كما شغل منصب مدير مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرعاية الأطفال المعوقين، وهو ما يعكس بعده الإنساني واهتمامه بقضايا المجتمع، وسعيه الدائم لإحداث فرق حقيقي في المجالات التي عمل بها.
لكن المرض كان له رأيٌ آخر، فاضطره إلى التوقف عن ممارسة المهنة التي أحبها وأخلص لها، إلا أن أثره بقي حاضرًا في وجدان زملائه وكل من عاصره، إذ يظل نموذجًا للصحفي الذي يوازن بين المهنية والموضوعية، ويؤدي دوره بوعي دون أن يكون طرفًا في الصراع أو أداة في التحيز.
اليوم، ونحن نستذكر عثمان عبده هاشم، لا نذكره فقط كأحد رموز «عكاظ»، بل كأحد الذين أسهموا في تشكيل صورة الصحافة السعودية في جانبها الرياضي والتحليلي. محبته التي امتدت بين الزملاء، واحترامه الذي تجاوز حدود الأقسام، ومسيرته التي جمعت بين الإعلام والأكاديميا والعمل الإنساني، كلها انعكاسات لشخصيته المتفردة، حيث بقي اسمه حاضرًا في الذاكرة كأحد الذين صنعوا فرقًا ليس فقط بحروفهم، بل بإنسانيتهم.
نتمنى له الصحة والعافية، ويبقى اسمه شاهدًا على أن الصحافة لا تقاس فقط بما يُكتب، بل بما يتركه أصحابها من إرثٍ وتأثيرٍ ومحبةٍ لا تُشترى.
أخبار ذات صلة
أخبار متعلقة :