انخفضت أسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتقليص توقعات الطلب على الخام. وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.7% ليستقر دون مستوى 67 دولاراً للبرميل، بعد ارتفاعه بنسبة 2.2% في الجلسة السابقة، وهو أكبر مكسب يومي في ما يقرب من أسبوعين.
أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن المعروض العالمي من النفط قد يتجاوز الطلب بنحو 600 ألف برميل يومياً خلال العام الجاري، في ظل التأثيرات السلبية للتعريفات الجمركية على الأوضاع الاقتصادية الكلية. ولم يقتصر التراجع على أسعار النفط فقط، بل امتدت الضغوط إلى مؤشرات الأسهم الأميركية، التي انخفضت مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن تداعيات السياسات التجارية للإدارة الأميركية.
ضغوط المعروض وخطط زيادة الإنتاج
تراجعت أسعار النفط عن أعلى مستوياتها منذ منتصف يناير، مع تزايد الضغوط الناتجة عن خطة تحالف "أوبك+" لزيادة الإنتاج، إلى جانب احتمالات عودة الإمدادات الروسية إلى السوق. وازدادت حدة التراجع مؤقتًا بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، التي أبدى فيها استعداده للموافقة على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا في حال ضمان سلام دائم، وهو ما فتح الباب لاحتمالات استقرار الإمدادات الروسية.
التوقعات الاقتصادية تزيد من ضعف السوق
أكد جون كيلدوف، الشريك في شركة "أجين كابيتال"، أن التوقعات الاقتصادية المتشائمة تضغط على أسعار النفط، مشيراً إلى توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا بانكماش الاقتصاد الأميركي بمعدل سنوي قدره 1.5% خلال الربع الحالي. وأوضح كيلدوف أن هذه النظرة السلبية تضع السوق تحت ضغط إضافي، قائلاً: "إذا لم تتمكن الأسعار من التماسك فوق مستوى 66 دولاراً للبرميل، فقد نشهد تراجعاً إلى نطاق الخمسينات".
التضخم ومخاوف المستثمرين
استقر معدل التضخم بالجملة في الولايات المتحدة خلال فبراير، مع انخفاض هوامش التجارة، لكن تفاصيل البيانات التي يعتمد عليها بنك الاحتياطي الفيدرالي لرصد التضخم بدت قاتمة، ما زاد من حالة القلق في الأسواق.
في مؤتمر "سيراويك" (CERAWeek) الذي تنظمه "إس آند بي غلوبال" في هيوستن، حذّر كبار التجار من أن المعروض النفطي قد يتجاوز الطلب في المستقبل القريب، وهو ما قد يضغط على الأسعار أكثر، خاصة مع دخول مزيد من الإنتاج إلى السوق.
مستقبل الأسعار في ظل الضغوط المتزايدة
في ظل استمرار الحرب التجارية، وزيادة المعروض العالمي، والتوقعات الاقتصادية السلبية، تظل أسعار النفط عرضة لمزيد من التقلبات. ومع مراقبة الأسواق لردود أفعال صانعي القرار والسياسات النقدية، ستظل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية المحدد الأساسي لمسار الأسعار في المرحلة المقبلة.
إذا استمرت هذه العوامل في التأثير على السوق، قد يجد النفط نفسه في معركة صعبة للحفاظ على مستويات الأسعار الحالية، مع احتمالية اختبار مستويات دعم أدنى في الأسابيع المقبلة.
أخبار متعلقة :