كتبت – هاجر هشام : خاص بمصر
ليلة حزينة وصفوها أهالي منفلوط بأنها يوم من أيام الجحيم عاشوها في حالة من الفزع والرعب، وذلك بعد أن "حريق السناتر" في محافظة أسيوط المصرية فجر الخميس اليوم، حيث التهمت النيران عددًا من المحال التجارية لبيع الملابس الجاهزة والأحذية والإكسسوارات النسائية في شارع البستان بمنطقة جنينة أيوب، مما تسبب في خسائر مادية ضخمة واحتراق جميع البضائع، مع امتداد النيران إلى بعض المنازل المجاورة.
تفاصيل "حريق السناتر" في محافظة أسيوط المصرية
في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، استيقظ أهالي شارع البستان بمركز منفلوط في محافظة أسيوط على أصوات صرخات واستغاثات تملأ المنطقة، نتيجة اندلاع حريق مفاجئ في أحد “السناتر التجارية” التي تضم مجموعة من المحال التجارية المتنوعة، بما فيها محلات بيع الملابس والبضائع المختلفة.
وسرعان ما انتشرت النيران بصورة هائلة، مما أثارت حالة من الهلع بين السكان، حيث غطى الدخان الكثيف سماء المنطقة، وبدأت ألسنة اللهب تلتهم كل ما تصل إليه، وتسبب الحريق في إصابة 5 أشخاص بحروق متفاوتة الشدة، فيما هرع العديد من السكان للهروب من المباني المجاورة خوفا من تفاقم الحريق.
على الفور، قام الأهالي بالاتصال بالحماية المدنية التي تحركت بسرعة للسيطرة على الموقف، ووصلت قوات الحماية المدنية إلى مكان الحادث مدعومة بـ 6 سيارات إطفاء و5 سيارات إسعاف، حيث تم فرض طوق أمني حول المنطقة لمنع تدخل أي عناصر قد تعيق عمليات الإطفاء، ولتجنب تفاقم الوضع، تم فصل خدمات الغاز الطبيعي والكهرباء عن المنطقة المحيطة بالحريق.
أسباب حريق السناتر في محافظة أسيوط المصرية
وبعد تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن أسيوط، بقيادة اللواء وائل نصار مدير الأمن، إخطارا من غرفة عمليات شرطة النجدة بورود بلاغ من الأهالي يفيد باندلاع حريق في السناتر في محافظة أسيوط، وامتداد النيران إلى المنازل المجاورة، وانتقالها إلى مكان الحادث للسيطرة على الحريق، قد تبين أن السبب وراء هو ماس كهربائي.
وقد أسفر عن احتراق محتويات “السناتر” بالكامل، بالإضافة إلى إصابة 5 أشخاص، اثنان منهم بحروق والآخرون باختناق جراء الأدخنة المتصاعدة، ونجحت قوات الحماية المدنية في إخماد الحريق والسيطرة عليه، مانعة امتداده إلى مناطق أخرى.
كما تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات، وفي ظل هذه الكارثة، يواصل المتضررون مناشدتهم للسلطات المحلية لتقديم الدعم والمساعدة لهم لتجاوز هذه الأزمة، خاصة في ظل الديون المتراكمة والخسائر الهائلة التي لحقت بهم.
خسائر 40 مليون جنيه ومعاناة أصحاب المحلات
أعرب أصحاب المحلات التجارية المتضررة عن حزنهم العميق جراء الخسائر التي وصفوها بالكارثية، حيث التهمت النيران البضائع بالكامل وحولتها إلى رماد، وقال عبدالله أيمن عبدالعال، صاحب محلين بالمعرض: "شقى عمري ضاع في لحظات أمام عيني، وأصبحت مدينًا للمستوردين وملاك المصانع والتجار أصحاب البضاعة، فالنار أكلت كل البضاعة التي تُقدر بملايين الجنيهات"، وأضاف عبدالله واصفًا المشهد: “النار كانت في كل مكان ولم نتمكن من إخراج أي بضاعة.. ألسنة النيران كانت أقوى منا.. أتت على البضاعة في وقت قصير جدًا".
من جانبه، قال أحمد محمد حسن، صاحب محل آخر: "ما أعرفش إزاي دا حصل، فبعد أن أنهينا اليوم وأغلقنا المحلات ذهبنا جميعًا لتناول السحور، ثم فوجئنا بصراخ وصياح أهالي الشارع، نزلت من الشقة شاهدنا كأنه يوم الجحيم، النار ماسكة في كل المعرض وامتدت إلى المنازل والمعارض المجاورة وأصبحت النار في كل مكان ولم يتبقَ من البضاعة شيء والخسارة المادية كبيرة جدًا، فمعظمنا مديون بثمن البضاعة للتجار وأصحاب المصانع".
تضرر المنازل المجاورة في منفلوط
لم تقتصر الأضرار على المحال التجارية فقط، بل امتدت النيران إلى بعض الشقق السكنية المجاورة، ومن بين المتضررين محمد أحمد ريان، الذي قال إنه تفاجأ أثناء نومه باندلاع النيران في شقته، وأضاف: "لولا عناية الله لكنا في عداد الموتى".
وأشار ريان إلى أن أصحاب المحلات في “السناتر” هم شباب مغتربون من مركز الغنايم، جاءوا إلى منفلوط بحثا عن الرزق الحلال، لافتا إلى أن الخسائر المادية تقدر بما بين 30 إلى 40 مليون جنيه، معظمها ديون مستحقة بشيكات وإيصالات أمانة، مما يهددهم الآن بالسجن.
أخبار متعلقة :