شبكة أطلس سبورت

رمضان في ذاكرة الزمن الجميل! الحلقة الرابعة - شبكة أطلس سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رمضان في ذاكرة الزمن الجميل! الحلقة الرابعة - شبكة أطلس سبورت, اليوم الثلاثاء 4 مارس 2025 12:03 صباحاً

في اليوم الرابع من لحظات الشهر الفضيل، وعندما نتأمل في الشخصيات التي تركت أثرًا خالدًا في قلوب الناس، نجد أن العظمة الحقيقية لا تُقاس بالنجومية، بل بالإنسانية العميقة المتجذرة في الروح. الممثل السعودي القدير علي السبع نموذج نادر لهذه الإنسانية، حيث لم تكن مسيرته الفنية مجرد أدوارٍ يتقمّصها، بل حياةٌ يعيشها بين الناس، بقلبٍ متواضع وروحٍ معطاءة.
في ليالي رمضان، تتجلى هذه الروح بأبهى صورها، فالشهر الكريم ليس مجرد زمنٍ للصيام والعبادات، بل فرصةٌ لاستعادة القيم النبيلة التي تُهذّب النفوس وتُقوّي روابط المجتمع. وهنا يبرز نموذج “أبا زهير”، الذي لم تصنعه الأضواء، بل صنعه حُسن الخلق وصدق المعاملة. هو ذلك الفنان الذي لم تمنعه الشهرة من أن يكون قريبًا من الناس، بسيطًا في حياته، كريمًا في مواقفه، متواضعًا رغم مكانته الكبيرة في الدراما الخليجية.
ما يميّز النجم الغالي علي السبع عن أبناء جيله ليس فقط موهبته الفريدة، بل سلوكه الإنساني الراقي. فبعد عقودٍ من العطاء في الدراما، لم تزده النجومية إلا قربًا من الناس، فلم ينغلق في برجٍ عاجي، بل ظلّ يجالس الجميع، يستمع للصغير قبل الكبير، يُكرم ضيوفه بابتسامته الصادقة، ويمنح من حوله شعورًا بالألفة والاحترام.
في رمضان، حيث تسمو الأرواح وتتعانق القيم، نستحضر صورته وهو يحتضن الجميع بمحبة، يجلس في مجلسه البسيط، يشارك الناس قهوة المساء وذكريات الزمن الجميل، بعيدًا عن التصنّع الذي بات سمة بعض المشاهير اليوم. مثل هؤلاء يجعلوننا نتساءل: ما الذي يحدد قيمة الإنسان؟ هل هو عدد المتابعين، أم تلك البصمة الأخلاقية العميقة التي يتركها في نفوس الناس؟!
اليوم، يطلّ علي السبع عبر عملين دراميين، “جريمة منتصف الليل” و “باب السين”، ليؤكد أن الإبداع لا يخضع لعامل الزمن، بل هو امتدادٌ للحياة بكل تقلباتها. ومع ذلك، يظل حضوره الأهم ليس على الشاشة فحسب، بل في قلوب الناس الذين أحبوه، ليس فقط كممثل، بل كأخٍ وأبٍ وصديقٍ للجميع.
إنسانية الفنان الحقيقية لا تُقاس بعدد الجوائز أو الأعمال الناجحة، بل بمدى حب الناس له، وعلي السبع مثالٌ نادر على أن الفن الأصيل لا ينفصل عن القيم الإنسانية.
وفي رمضان، حيث يصفو القلب ويعلو الصفح، تتجدد حاجتنا إلى شخصيات تحمل في داخلها روح المحبة والإخلاص. شخصياتٌ مثل “أبا زهير”، تُعيد إلينا الإيمان بأن الأخلاق والنجاح يمكن أن يسيرا معًا، وأن النجومية لا تكتمل إلا عندما تكون في خدمة الإنسان والمجتمع.وفي زمنٍ باتت فيه القيم تُستبدل بالمظاهر، علينا أن نعيد النظر في الرموز الحقيقية التي تستحق أن تبقى في ذاكرة الزمن الجميل.
أطال الله عمرك أيها الغالي “أبا زهير”، فنحن نحبك، والناس شُهود الله في أرضه!

أخبار متعلقة :