شبكة أطلس سبورت

البهنسا.. قبلة التاريخ والسياحة - شبكة أطلس سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
البهنسا.. قبلة التاريخ والسياحة - شبكة أطلس سبورت, اليوم الأربعاء 12 مارس 2025 01:35 مساءً

واليوم. تعود هذه البقعة المقدسة إلي دائرة الضوء. ضمن خطة شاملة لإعادة إحيائها كواحدة من أهم وجهات السياحة الدينية والتاريخية في مصر.

البهنسا" احدي قري مركز مدينة بني مزار بمحافظة المنيا.. تحتضن رفات نحو 5 آلاف من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم الذين استشهدوا أثناء فتح الصعيد عام 22 هجرية وكان عمرو بن العاص قد أرسل أعداداً كبيرة من المعلمين الأوائل وبينهم العديد من صحابة رسول الله إلي المنيا وكانت توجد بها حامية رومانية قوية ولها تحصينات شديدة.

ما أدي إلي استشهاد العديد من المسلمين وبينهم الصحابة الذين كانوا قد شاركوا في غزوة بدر مع رسول الله صلي الله عليه وسلم. "المساء " ذهبت إلي أرض الشهداء أو ما يطلق عليها "البقيع الثاني" نظراً لكثرة المسلمين والصحابة الذين دفنوا بها.
"البهنسا" تقع علي بعد 15 كيلو متراً من بني مزار علي الجانب الغربي لبحر يوسف وهي بمثابة متحف تاريخي وذلك من عصور مصرية قديمة ووجدت بها آثار تدل علي تاريخ هذه الفترة المتعاقبة علي مصر.
وكانت البهنسا قبل الاسلام تسمي بمج أو بمجة وهي كلمة قبطية ومن هنا سماها العرب المسلمون بالبهنسا.

وفي آواخر العصر الاسلامي عرفت بالبهنسا الغربية تمييزاً لها عن قرية صندفا التي عرفت بالبهنسا الشرقية فهما متقابلتان علي شاطئ بحر يوسف وكانت صندفا من أهم شون الغلال أيام علي باشا مبارك وكانت الواحات تابعة إدارياً للبهنسا تبعد عنها نحو 160 كم وكانت تمر بها التجارة والمواصلات عن طريق عُرف بـ "درب البهنساوي"

من أشهر المزارات والمعالم التاريخية بقرية البهنسا 17 قبة ضريحية للصحابة والتابعين الصالحين كقبة السبع بنات ومقام سيدي جعفر وعلي أولاد عقيل بن علي بن أبي طالب وقبة التكروري ومقام سيدي الأمير زياد بن الحارث بن أبي سفيان بن عبدالمطلب ومقام أبان بن عثمان بن عفان وقبة محمد بن أبي عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق وأيضا مسجد الحسن الصالح بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

يقول الأثري سلامة زهران مدير تفتيش الآثار الاسلامية والقبطية  بمنطقة البهنسا الاثرية  إنها بقيع مصر وواحدة من المناطق التي تشهد علي عراقة الحضارة المصرية علي مر العصور. وبها آثار ثابتة تدل علي مختلف الحقب التاريخية بداية من العصر الفرعوني وانتهاء بالعصر الاسلامي أهمها علي الاطلاق مسجد الحسن الصالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. والعملات الذهبية التي ترجع لعصر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله وغيرها من التحف المنقولة والآثار الثابتة وكل ذلك له أبلغ الأثر في تعريف العالم بأسرار الحضارة المصرية القديمة والحضارة الاسلامية.

أضاف "زهران" أن أضرحة البهنسا خضعت لمشروع ترميم متكامل. وأن د.شريف فتحي وزير السياحة والآثارود. جمال مصطفي رئيس الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية و د. محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار علي تواصل دائم لمتابعة أعمال الترميم التي تجري علي قدم وساق.. كما يقوم اللواء عماد كدواني محافظ المنيا بتذليل كافة العقبات التي تواجه عمليات التطوير. مشيرا إلي أن المحافظة تقوم بتوفير أعمدة الانارة وتوصيل شبكة الكهرباء لهذه الأضرحة التي تقع داخل الجبانات وفي مناطق جبلية بالقرية. كل ذلك سيساهم في حماية الآثار وما تحويه من كنوز أثرية والحفاظ عليها.

أشار إلي أن جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة  يقوم بأعمال الترميم  بالمرحلة الاولي وهو مشروع ضخم تم فيه ترميم 14 ضريحاً وتطوير الموقع العام المحيط بهذه الأضرحة ودرء الخطورة عن الأضرحة وترميمها وصيانتها كمرحلة أولي من أعمال التطوير التي بدأت في منتصف شهر أغسطس الماضي  كما  شملت إنشاء أسوار حديدية حول الأضرحة وعمل طرق للوصول إليها ولوحات إرشادية للتعريف بهذه الآثار وإعادة تأهيلها ووضع أبواب خشبية تتناسب مع التراث الإسلامي ووضع أرضيات القباب وعمل لوحات إرشادية وتعريفية لهذه الآثار. ويوجد بالبهنسا 19 أثراً إسلامياً مسجلاً لدي وزارة الآثار ما بين مساجد وقباب وأضرحة. ويقطع الزائرين مئات الكيلو مترات لزيارتها.

قال إن البهنسا تحتوي  علي مسجد الحسن الصالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وبه العديد من القباب التي تنسب إلي شهداء الصحابة والتابعين مثل قبة عبدالله التكروري وقبة الأمير زياد بن أبي سفيان وقبة خولة بنت الأزور. حيث ذكرت بعض المصادر أن قصة أسر ضرار بن الأزور وإنقاذ أخته خولة له من الأسر كانت بالبهنسا عندما تنكرت في زي فارس ملثم. وقبتي علي الجمام وأولاد عقيل مسلم بن عقيل الذي تولي ولاية البهنسا حتي عهد عثمان بن عفان. وجعفر بن عقيل تولي ولاية البهنسا في عهد علي بن أبي طالب وليس هذا هو المكان الأصلي للضريح ولكن تم نقله إلي المكان الحالي في جو روحاني عام 1933.

أضاف أن المنطقة توجد بها قبة السبع بنات وهو موضع يقع بالنهاية الغربية للبهنسا وفيه نوع انحدار ومراغة يتمرغ فيه الناس رجالاً وإناثاً لطلب الشفاء ويشتهر عنهن اشتراكهن في معركة فتح البهنسا وقبة ابان بن عثمان بن عفان حفيد سيدنا عثمان بن عفان وقبة أبوسمرة وقبة محمد بن عقبة بن عامر الجهني وقبة محمد بن أبي بكر الصديق. وسكن البهنسا جماعة من نسل أبي بكر الصديق وولده محمد وعبدالرحمن واستقروا بالبهنسا.

اكد احمد فرج صالح مفتش آثار بمنطقة البهنسا الأثرية عندما تضع قدمك في مدخل المنطقة تشعر بإحساس تقشعر له الأبدان عندما يتلاحم مشهد المقابر وصور القباب المتلاصقة. فهو مشهد مهيب يجعلك تقف تقديرا لشهداء غزوة بدر والأموات من الفقراء الذين تتلاصق مقابرهم مع مقابر الصحابة لذلك يطلق عليه "البقيع الثاني" نظرا لأنه يضم عشرات الصحابة من الذين شاركوا في غزوة بدر مع الرسول الكريم" صلي الله عليه وسلم.

. واضاف انها تشتهر بجباناتها وتلالها الأثرية وموالد الأولياء والشهداء. وقد مر بها العديد من التطورات والتغيرات علي فترات وحقب التاريخ المختلفة بداية من العصر الفرعوني ثم اليوناني والروماني نهاية بالعصر الإسلامي. وكانت ذات مكانة هامة في العصر الإسلامي. ودل علي ذلك العديد من الأثار العمرانية القائمة والدراسة التي كانت تزخر بها مدينة البهنسا من جوامع وقباب ووكالات وحمامات وإزدهار الفنون بها ومن أهمها النسيج والخزف والفخار والمسكوكات.. وتعتبر البهنسا متحفاً تاريخياً مفتوحاً وذلك من عصور مصرية قديمة ووجدت بها لأثار تدل علي تاريخ هذه الفترات المتعاقبة علي مصر.

قال مصطفي محمد سري الدين رئيس المجمع التنموي بالبهنسا إن القرية تضم العديد من الآثار القبطية والاسلامية.. موضحا أنها قبلة السياحة الداخلية والخارجية بمحافظة المنيا ويأتي إليها العديد من الزيارات الداخلية والخارجية مثل دول شرق آسيا من ماليزيا وإندونيسيا وتحتاج البهنسا لوضعها علي الخريطة السياحية المصرية والاهتمام بها. ونحن بصدد حاليا إعداد مشروع ترميم الآثار الاسلامية الموجودة به.

500 زائر كل يوم جمعة

يقول  أحمد نصر من أهالي البهنسا إن عدد الزائرين يوم الجمعة يتخطي  500 زائر لزيارة المقابر والمناطق الدينية والأثرية وزيارة الأضرحة والتبرك بها. فهو يوم مميز للزائرين والأهالي. وتحرص النساء العاقرات لزيارة الضريح أملاً في الإنجاب.. حيث يتبركن بالمكان وتأتي إليه السيدات والرجال من كل المحافظات ومن بعض الدول العربية للدحرجة. حيث توجد ساحتان إحداهما للرجال والأخري للسيدات ويقوم خادم وخادمة المكان بدحرجة الرجل أو السيدة وهو نائم بشكل مستقيم علي الأرض من أول الساحة لآخرها.

قال ربيع  فتحي منصور موظف إن هناك شجرة عتيقة بمنطقة البهنسا يعتقد أن العائلة المقدسة استظلت بها وشربت من البئر الموجودة بجوارها أثناء رحلة الهروب إلي مصر. لتصبح البهنسا بحق قبلة للبعثات الأجنبية والعلمية التي تصل إليها بهدف الدراسة والبحث والسياحة الأثرية.

أشار علاء حسانين ابراهيم رئيس الوحدة المحلية بصندفا بأن المنطقة  شهدت  خلال الفترة الماضية تطويرا كبيرا من حيث  تمهيد ورصف الطرق و أعمال. الترميم و الدهانات والإضاءة لتكون جاهزة لاستقبال الزائرين من داخل مصر وخارجها لافتا الي  ان المرحلة الاولي تم  تطوير  منطقة الجمام  ولم يتم تحديد ميعاد الافتتاح حتي الان وجاري الانتهاء منها عقب  إنشاء  البازارات والارضيات.. كما تبدأ المرحلة الثانية من التطوير عقب افتتاح المرحلة الاولي ان شاء الله والتي تشمل تطوير " قباب علي الجمال.  أولاد "عقيل بن أبي طالب.  سواده و قبة السبع بنات" بينما المرحلة الثالثة تشمل تطوير " قبة أبوسمرة  "وتم اجراء الصلب والتأمين بها.

اكد اللواء عماد كدواني محافظ المنيا أن المحافظة تواصل تنفيذ خطة شاملة لتطوير منطقة البهنسا الأثرية بمركز بني مزار. التي تعد من أبرز المواقع السياحية المميزة باحتوائها علي آثار من مختلف العصور. موضحاً أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة الدولة لتطوير المناطق الأثرية والسياحية. باعتبارها ركيزة أساسية لدعم القطاع السياحي وتحقيق التنمية المستدامة. وأن أعمال التطوير تشمل تحسين البنية التحتية بالمواقع الأثرية. بما يتضمن تجهيز استراحات الزوار والغرف الفندقية. لتقديم تجربة متكاملة ومميزة للسياح. مما يعزز مكانة المنيا كوجهة سياحية علي خريطة السياحة العالمية مشيرا إلي  توجيهات القيادة السياسية تولي اهتماما بتطوير البنية التحتية بالمناطق الأثرية. وخاصة ان منطقة البهنسا الأثرية تضم  العديد من المزارات السياحية والأثرية منها أضرحة ومقامات الصحاب والتابعين والذين استشهدوا أثناء الفتوحات الإسلامية لمصر بجانب عدد من المساجد والقباب مثل مسجد سيدي علي الجمام ومزار السبع بنات وشجرة مريم وتعد المنطقة من المناطق التي تجذب السائحين من مختلف دول العالم وخاصة من الدول الإسلامية الأسيوية.

موضحا أنه يتابع بشغف احتياجات المنطقة للتطوير الشامل ورفع كفاءتها وتذليل كافة العقبات التي تعوق سير العمل. حيث تعد المنطقة من أبرز المواقع الأثرية بالمحافظة. لما تحتويه من معالم تعود لعصور تاريخية مختلفة. بدءًا من العصر الفرعوني وحتي العصر الإسلامي.

واوضح انه طالب وزارة السياحة بسرعة الانتهاء من أعمال التطوير الشامل للمنطقة. مع الالتزام بالمعايير والضوابط التي تضمن الحفاظ علي الطابع الأثري والتاريخي. وتهدف هذه الجهود إلي تحويل المنطقة إلي وجهة سياحية بارزة. مستفيدة من عمقها التاريخي الغني الذي يشمل العصور المختلفة. بما يرسخ سمعتها بـ "البقيع الثاني". واحتفظت بأهمية استثنائية لتاريخها الغني وأطلالها التي تشمل آثارًا وكتابات بردية نادرة.

أكد" كدواني " أنه جاري العمل حاليا في تنفيذ مشروع تطوير منطقة آثار البهنسا الاسلامية بمركز بني مزار   وتم إعداد المشروع ويتم تنفيذه علي ثلاث مراحل وجاري الانتهاء من المرحلة الأولي وافتتاحها واعتمدت الوزارة فيها علي الاهتمام بتطوير الأعمال الفنية المتعلقة بالمباني الأثرية وترميمها وإعادة تأهيل القرية كمزار سياحي من خلال إنشاء وتطوير مداخل ومخارج القرية اصباغها الطابع التاريخي والأثري الذي تتميز به القرية. فعلي سبيل المثال جار إنشاء مدخل علي الطراز الاسلامي ونقش عليه اسماء الصحابة الذين استشهدوا أثناء فتح البهنسا للحفاظ علي المواقع الأثرية بها وتطوير المنطقة المحيطة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بها وعمل شبكة من الطرق مؤدية لها وذلك تمهيداً لوضعها علي الخريطة السياحية واستغلال مواردها أسوة بتطوير قرية الأشمونين غرب ملوي وقرية حسن فتحي بالأقصر كمحمية تراثية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار متعلقة :