شبكة أطلس سبورت

اتفاقية دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع مؤسسات الدولة السورية:النتائج المتوقعة - شبكة أطلس سبورت

جو 24 :

 

كتب اللواء المتقاعد د.موسى العجلوني - قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هي تحالف عسكري يتألف بشكل رئيسي من وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة ، بالإضافة إلى فصائل عربية وسريانية وآشورية وأرمنية وتركمانية. تشكّلت هذه القوات في أكتوبر 2015 بدعم من الولايات المتحدة والتحالف الدولي، وكان هدفها الأساسي محاربة تنظيم داعش في سوريا و تسيطر على مساحات واسعة من شمال وشرق سوريا ، بما في ذلك مناطق في الرقة ودير الزور والحسكة وهي مناطق غنية بالنفط والغاز والأراضي الزراعية الخصبة. تواجه هذه القوات تحديات متزايدة، بما في ذلك الضغوط العسكرية من تركيا التي تصنفها كامتداد لحزب العمال الكردستاني وتعتبرها تهديدًا أمنيًا ، بالإضافة الى الاحتجاجات المحلية ومحاولات تنظيم داعش لإعادة تنظيم صفوفه.

تم توقيع اتفاقا في 10 مارس 2025 بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ممثلة بقائدها مظلوم عبدي وبين الحكومة السورية ممثلة بالرئيس احمد الشرع لدمج قوات "قسد" ومؤسساتها المدنية ضمن هيكلية الدولة السورية. يهدف هذا الاتفاق ،الذي قوبل بارتياح وترحيب من معظم الفعاليات السورية الشعبية، إلى توحيد المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا تحت إدارة دمشق المركزية، بما في ذلك السيطرة على المطارات والمعابر الحدودية وحقول النفط والغاز.

يمكن تلخيص النتائج المتوقعة لهذا الاتفاق على سوريا ودول المنطقة على النحو التالي:

1.سيسهم دمج "قسد” في الجيش السوري وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة في المناطق الشمالية الشرقية في تعزيز سيادة ووحدة الأراضي السورية، مما يقلل من مخاطر التفكك والإنقسامات الداخلية.

2.سوف يدعم هذا الإتفاق الإدارة المركزية السورية بقيادة الرئيس احمد الشرع وخاصة بعد الأحداث الدامية الأخيرة التي شهدتها مناطق الساحل السوري الغربي.

3.سيعزز هذا الدمج من القدرات العسكرية للنظام السوري حيث سينضم للجيش السوري قرابة 100 الف مقاتل لديهم خبرة ميدانية واسعة ويملكون اسلحة متطورة نسبيا.

4.يشكل هذا الإتفاق فرصة نحو تعزيز الوحدة الوطنية وإعادة بناء الدولة السورية يعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية.

5.قد يشجع الاستقرار الناتج عن الاتفاقية بعض النازحين واللاجئين على العودة إلى ديارهم، مما يخفف من الأزمة الإنسانية في المنطقة.

6.ستدعم الموارد الطبيعية من نفط وغاز الموجودة في مناطق سيطرة "قسد" بالإضافة الى المحاصيل الزراعية الإقتصاد السوري وتنعكس ايجابيا على سعر صرف الليرة السورية ، بالإضافة الى أن الاستقرار السياسي قد يفتح الباب لبدء عملية إعادة إعمار سوريا، مع إمكانية جذب استثمارات دولية.

7.قد يؤدي هذا الاتفاق إلى تهدئة المخاوف التركية بشأن وجود قوات كردية مسلحة على حدودها، خاصة مع التزام "قسد” باستبعاد المقاتلين الأجانب من صفوفه، ويعزز استقرار المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، مما يسهم في تحسين الأمن والتعاون بين البلدين.

رغم كل هذه الإيجابيات والفوائد المتوقعة ، قد تواجه عملية الدمج تحديات كبيرة، بما في ذلك مقاومة من بعض الفصائل داخل "قسد" ، خاصة فيما يتعلق بمسائل الحكم الذاتي وحقوق الأقليات. كذلك فإن ردود فعل الأطراف الإقليمية والدولية ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد مدى نجاح هذه الخطوة وتأثيراتها على المدى الطويل.

 

أخبار متعلقة :