شبكة أطلس سبورت

1 من كل 4 يترك الخدمة خلال ستة أشهر.. معدل التسرب يصل بالجيش الألماني لنقطة الانهيار - شبكة أطلس سبورت

يواجه الجيش الألماني نقصًا حادًا في الكوادر، حيث ينسحب واحد من كل أربعة مجندين خلال ستة أشهر من انضمامهم، وهو تطور يدفع الجيش الألماني إلى “نقطة الانهيار”.

وفقا لفاينانشال تايمز، سُلط الضوء على هذه الإحصائية المُقلقة في تقرير أصدرته إيفا هوغل، المفوضة البرلمانية الألمانية للقوات المسلحة، والتي حذّرت من أنه على الرغم من بعض التقدم المُحرز في مجال التجنيد، إلا أن مشاكل الاحتفاظ بالجنود تُقوّض الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف الدفاعية للبلاد.

نقص الأفراد وتزايد التحديات

وفقًا للتقرير السنوي لهوغل، تقلص حجم القوة العسكرية الألمانية إلى ما يزيد قليلاً عن 181 ألف جندي، وهو ما يقل عن الهدف البالغ 203 آلاف جندي بحلول عام 2031، ويأتي هذا التراجع في وقت تتعهد فيه ألمانيا بتحمل المزيد من المسؤولية عن الدفاع الأوروبي، لا سيما في ضوء الانسحاب الأمريكي المحتمل من القارة.

أكدت هوغل أن الجيش الألماني “يتقلص ويتقدم في السن”، حيث ارتفع متوسط ​​أعمار الجنود من 33.1 عامًا في عام 2021 إلى 34 عامًا في عام 2025.

قالت هوغل: “الجيش الألماني يتقلص ويتقدم في السن”، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات فورية لعكس هذا الاتجاه، وأشارت إلى أن القوات المسلحة “مثقلة بالأعباء” و”تواجه تحديات” بشكل متزايد، حيث تضغط عليها المطالب الملقاة عليها – بدءًا من الدفاع الوطني ودفاع حلف الناتو وصولًا إلى إدارة الأزمات الدولية – إلى أقصى حدود طاقتها.

نداء عاجل للتحرك في ظل التوترات الجيوسياسية

يأتي تحذير هوغل في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا تحديات أمنية جديدة، لا سيما في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الدعم لأوكرانيا، وتزايد احتمالية تقليص الولايات المتحدة التزاماتها الأمنية تجاه أوروبا بعد الحرب.

خلال مناقشات بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين في المملكة العربية السعودية حول إنهاء الحرب مع روسيا، أشارت هوغل إلى أن فكرة إرسال قوات إلى أوكرانيا لفرض وقف إطلاق النار “سابقة لأوانها”.

مع ذلك، أكدت أن ألمانيا، بصفتها أكبر وأغنى دولة في أوروبا، ستحتاج إلى النظر في قدرتها على تحمل مسؤولية هذه الالتزامات، وتساءلت: “ما الذي يستطيع الجيش الألماني التعامل معه فعليًا، وما الذي لم يعد ممكنًا؟”.

اقرأ أيضا.. أوكرانيا تشن أكبر هجوم بطائرات بدون طيار يضرب موسكو قبل محادثات السعودية

الإصلاح والاستثمار في الجيش الألماني

على الرغم من هذه التحديات المقلقة المتعلقة بالكوادر، أقرت هوغل بأن القوات المسلحة الألمانية قد قطعت شوطًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد عقود من نقص الاستثمار.

أشادت بوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس لجهوده في دفع عجلة الإصلاحات وتحسين قدرات الجيش. بعد إعلان المستشار أولاف شولتز عن “نقطة تحول” في الأمن والدفاع الألمانيين، بما في ذلك تخصيص صندوق بقيمة 100 مليار يورو للقوات المسلحة، شهد الجيش الألماني بعض التحسينات الملموسة.

ومن أمثلة هذه التحسينات حصول قوة الغوص النخبوية التابعة للبحرية الألمانية “إكرنفورده” أخيرًا على قاعة تدريب الغوص التي طال انتظارها بعد 13 عامًا، ونجاح الجيش في توفير 60 ألف سماعة رأس لحماية السمع للجنود.

بالإضافة إلى ذلك، تمكنت عدة كتائب من اعتماد نظام لاسلكي رقمي جديد في عام 2024، على الرغم من أن بعض الوحدات، مثل 700 جندي ألماني متمركزين في ليتوانيا، لا تزال تعتمد على وسائل اتصال قديمة.

المشاكل المستمرة: البيروقراطية، أعطال المعدات

ومع ذلك، سلط هوجل الضوء أيضًا على العديد من المشكلات المستمرة التي لا تزال تُعيق الجيش الألماني، مثل البيروقراطية المستمرة، وبطء التحول الرقمي، والبنية التحتية دون المستوى المطلوب. ومن الأمثلة المثيرة للقلق التي ذكرتها “الحالة الكارثية” لبعض الثكنات، بما في ذلك عيب في أبواب القاعات في قاعدة عسكرية في كوبلنز.

كانت هذه الأبواب، التي تسببت في إصابات خطيرة، بما في ذلك فقدان أطراف الأصابع، بحاجة إلى استبدال منذ عام ٢٠١٧. ورغم هذه الحاجة الملحة، لم يكن من المقرر أن يبدأ الاستبدال إلا في عام ٢٠٢٥، مما يُظهر المشاكل العميقة الجذور في صيانة المنشآت والمعدات العسكرية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

أخبار متعلقة :