نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مقصد أهل الحوائج.. مسجد سيدي علي زين العابدين «أبو المساكين» - شبكة أطلس سبورت, اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025 10:21 مساءً
يمتلئ مسجد على زين العابدين بالمريدين والمحتاجين، يأتون لزيارته، من كل بلاد العالم، يصلون في المسجد، يدعون الله أن يشفيهم ويفك كروبهم، بينما دموعهم تجري على وجوههم الخاشعة، يستأذنون من صاحب المقام أن يكون شفيعا لهم عند ربه، وعندما يعودون إلى بيوتهم يقضي الله حوائجهم.
"يزداد عددهم أثناء الاحتفال بمولده، عشاقه يتوافدون إليه من كل مكان، أغلبهم من الأقاليم، ربما تنخفض أعدادهم في شهر رمضان نظرا لمشقة السفر أثناء الصيام، ولكن المقام لا يخلوا منهم.
ولقب سيدي علي بطبيب المبالي، كل من ابتلي بأمراض مستعصية يأتي إلى هنا يلجأ لله سبحانه وتعالى لكي يشفيه، ويطلب من سيدي علي أن يساعده، أما الفتيات اللاتي تأخرن في الزواج، فإنهن يأتين ليعجل الله بسترهن في بيوت الأزواج، بينما من تعاندهم الدنيا وتقسو عليهم يدعون الله بالتيسير والفرج.
المقام خاص بسيدي علي زين العابدين ولكن من بداخله ابنه سيدي زيد، سيدي علي مدفون في البقيع ويقال انهم أحضروا رأسه الشريفة فقط.
وسيدي علي هو أبو المساكين وكل الناس تتنفح بمقامه، وأطلق عليه هذا اللقب لأنه لم يكن يرد أي سائل، وكان يقوم بإطعام عشرات العائلات في الليل أثناء نوم الجميع حتى لا يراه أحد.. لقب أيضا بالسجّاد لكثرة سجوده والتقي والراعي وله الكثير من الألقاب.
تاريخ إنشاء وتطوير المسجد
ويعود بناء المسجد إلي العصر الفاطمي، وقد اندثرت عمارته القديمة بشكل كامل عدا عقد الردهة الداخلية والتي تظهر عليها كتابات تاريخية، وفي عهد الوالي العثماني حسن باشا السلحدار قام بإعادة بنائه الأمير عثمان أغا، وفي عهد الخديوي إسماعيل قام محمد باشا بتجديد المسجد وبناء مقصورة حديدية به، وفي عام 1304 هـ / 1886 م قام عبد الواحد التازي بكسوة عتب باب القبة بالقيشاني، كما قام الملك فاروق الأول بتجديد واجهة المسجد تجديدا شاملا حافظ خلاله على بابه القديم وتفاصيله الأثرية ونصوصه التاريخة وذلك في عام 1364 هـ / 1944 م، وقد تم عمل توسعة ومشروع تطوير كامل للمسجد في عام 1999م.
والمسجد له واجهة رئيسية واحدة من الناحية الشمالية الغربية تطل على شارع سيدي على زين العابدين، وهي واجهة من الحجر الفص يتوجها صف من الشرفات المصممة على هيئة الورقة النباتية الثلاثية في طرفها الغربي مدخل رئيسي مبنى من الحجر الغائر، كما يحمل العتب الرخامي الظاهر كتابات نسخية مستحدثة، وحول هذا العتب إفريز خشبي من الزخرفة يليه منطقة مستطيلة تتضمن النص التأسيسي وهو "هذا مشهد الإمام على زين العابدين بن الإمام حسين على عمر بن عبد المطلب".
أما آثار عمارة الدولة الفاطمية عليه فتضح في الأعمدة الموجودة بالطرقة الداخلية، وصولا إلي رواق القبلة، أما القبة التي تعلو الضريح فترجع إلي العصر المملوكي، وكذلك بُنيت بعدها مقصورة جديدة للضريح كُتِب عليها أنشأ هذه المقصورة سعادة محمد قنطان باشا سنة 1280ه، وكذلك كسا عتب باب القبة ببلاطات من القيشاني الأزرق العثماني.
بناء الضريح
بني ضريح الإمام زين العابدين في العصر الفاطمي، أحد تلال جبل يشكر، خارج القاهرة الفاطمية، بالقرب من مدينة الفسطاط (مصر القديمة حالياً)، وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أطلق اسم الضريح علي المنطقة كلها، وسُمِّيت بحي زينهم، وهو تحريف واختصار من البسطاء للقب الإمام علي بن الحسين زين العابدين، أي زينة الرجال وزين العباد، لأنه أفضل أهل زمانه علما وزهدا وتواضعا، ويعدُّ من الأضرحة التي يقصدها المصريون لفك الكروب.
لجأ زين العابدين إلي مصر مثل غيره من أهل البيت، هروبا من اضطهاد حكام بني أمية والعباس، وحباً في أرض مصر بعد فترات صعبة عاشها مع أهله في العراق والشام، جاء مع عمته السيدة زينب بنت الإمام علي كرم الله وجهه وآخرين من آل البيت، بعد معركة كربلاء التي قُتِل فيها الإمام الحسين وتم التمثيل بجثته.
ومن أهم صفات زين العابدين كرمه وإحسانه للفقراء، فكان يحضر طعاما لليتامي والمساكين ويطعمهم إياه، وكان يحمل جراب الخبز علي ظهره بالليل فيتصدق به ويقول صدقة السر تطفئ غضب الرب وعندما توفي وتم تغسيله وجدوا علي ظهره علامات آثار حمل جراب الدقيق التي كان يوصلها للفقراء.
وجاء في كتاب "جوهر المكنون" في رواية دفن الرأس بمصر أنه بعد قدوم رأس الإمام زيد بن علي زين العابدين إلي مصر، طيف بها ثم نصبت علي المنبر بمسجد عمرو بن العاص، ثم انتقلت بعد ذلك ودفنت في منطقة زين العابدين، وتم بناء المسجد فوقها في عصر الدولة الفاطمية، وقيل إن الإمام زيد قُتِل في شهر محرم الحرام علي يد قوات الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان.
نقل الرأس إلى مصر
وأما عن سبب وجود قبتين في المقصورة فلأن الإمام زيد بن الإمام زين العابدين الذي استشهد علي يد هشام بن عبد الملك بعد أن غدر به أهل العراق، إذ سألوه عن موقفه من الشيخين أبي بكر وعمر، فرفض ان يتبرّأ منهما، وأقر خلافتهما، ما جعل بعض أنصاره ينفضون من حوله، فقال لهم "اذهبوا فأنتم الرافضة مجوس هذه الأمة كما أخبر جدي المصطفي"، وواجه هشام بن عبد الملك وجيشه، وقُتِل ثم حُمِلت رأسه الشريف إلي مصر مقر المقام الحالي، ومن كرامات جسده الطاهر أن هشام صلبه عاريا في العراق فترة ولم يتحلّل الجسد ونسج العنكبوت علي عورته حتي لا تنكشف، وكلما وجهوا خشبة الصلب غير اتجاه القبلة استدارت وعادت لاتجاه القبلة، فاغتاظ هشام وأمر بإنزاله وإحراق الجسد وذري رماده في مياه نهري العراق، وخبّأ التجار المصريون الرأس ونقلوه سرا إلي مصر، وذلك سبب وجود القبتين سيدنا علي زين العابدين وابنه الإمام زيد بن زين العابدين وهذا مكتوب علي لوح معدني من نفس معدن المقصورة المطلي بالذهب "هذان المقامان لسيدنا زين العابدين والإمام زيد".
والمسجد يقصده الآلاف من الناس من جميع أنحاء العالم، وليس من مصر فقط، ليتبركوا به وبصاحب المقام حبا في الله ورسوله وآل بيته، وكان سيدنا زين العابدين كان معروفًا بكثرة السجود، ولذلك لُقِّب بالسجّاد، وقيل إنه كان يطعم كل يوم مائة شخص أو يزيد، فكانت حياته مليئة بالصلاة والكرم، فقد دخل عليه أحد الناس ولم يكن في بيته إلا ما يكفي أهل البيت فقط، فأخرج هذا الطعام كله حبا لله رغم أنه لم يكن يكفي إلا لأولاده فقط، ومن كراماته أنه كان يقوم بالليل ويصلي ألف ركعة يوميا لله رب العالمين".
أخبار متعلقة :