أثار تعيين خالد الأحمد، المستشار السابق غير الرسمي للرئيس بشار الأسد، موجة من الجدل في الأوساط السورية بعد أن لجأ الرئيس السوري أحمد الشرع إلى اسمه ضمن “اللجنة العليا للحفاظ على السلم الأهلي”.
يأتي هذا القرار وسط جهود متواصلة لاحتواء التوترات في الساحل السوري عقب سقوط نظام الأسد في 8 كانون الثاني 2024، ومحاولات تعزيز المصالحة الوطنية وطمأنة أبناء المنطقة.
من هو خالد الأحمد ؟
وُلد خالد الأحمد في حمص عام 1980، ونشأ في كنف والد كان قيادياً سابقاً في “حزب البعث”. وعلى الرغم من تلك الخلفية، انجذب خالد إلى “الحزب السوري القومي الاجتماعي”،
واستفاد من شبكة العلاقات التي بنتها منذ سنواته الأولى داخل النظام. وقد مهدت هذه العلاقات له مساراً سريعاً نحو النفوذ السياسي قبل اندلاع الثورة.
خالد الأحمد قبل وبعد الثورة
قبل الثورة السورية، كان الأحمد قد بنى بالفعل علاقات قوية داخل النظام، مستفيداً من علاقات والده وشبكاته في “الحزب السوري القومي”.
بعد اندلاع الثورة، برز اسم الأحمد كمستشار غير رسمي لبشار الأسد وأسهم في إطلاق مشروع المصالحة الوطنية.
ولعب دوراً دبلوماسياً سرياً، والتقى بمسؤولين من الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وفي عام 2018، وبعد عودة سيطرة النظام على مناطق واسعة في سوريا، أُبعد الأحمد بتهم من متنفذين في القصر الجمهوري عن فساد مالي وعلاقات دولية تضر بنظام الأسد وانتقل بعدها إلى لبنان ثم مُنع من العودة إلى سوريا.
خالد الأحمد ..العلوي صديق الشرع
وبحسب مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، كان خالد الأحمد صديقاً قديماً للرئيس أحمد الشرع خلال الدراسة الثانوية في سوريا،
ودخل الأحمد الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، بحسب المجلة، إلى إدلب في العام 2021 عن طريق وسطاء أتراك حيث ناقش مع الشرع إسقاط نظام الأسد ودوره فيها.
خالد الأحمد ومعركة درع العدوان
لعب الأحمد دوراً مهما كوسيط ومفاوض خلال معركة إسقاط النظام السوري في أواخر 2024، وكان دوره الرئيسي يتمثل في التواصل مع كبار ضباط النظام المخلوع لتسهيل استسلامهم أو انسحابهم من دون قتال، مما سرّع انهيار النظام وسقوط دمشق من دون معركة دموية كبيرة.
وفي أثناء تقدم قوات “هيئة تحرير الشام” والفصائل المسلحة نحو حلب ودمشق، كان الأحمد يرسل رسائل إلى الضباط الكبار في قوات الأسد، يقنعهم بعدم المقاومة وتسليم مواقعهم.
وبحسب المجلة، نقل رسالة واضحة لقادة النظام: “لن تجري ملاحقتكم إذا انسحبتم”، مما أدى إلى تفكك خطوط دفاع النظام بسرعة مذهلة.
دخول المعارضة حلب دون معارك
وعندما بدأت قوات “هيئة تحرير الشام” بالهجوم على حلب، لعب الأحمد دوراً رئيسياً في إقناع القادة العسكريين بعدم خوض معركة خاسرة.
وبفضل جهوده، سقطت المدينة بسرعة، وتمكن من التفاوض على إخراج 630 طالباً عسكرياً شاباً من الأكاديمية العسكرية، وإنقاذهم من القتال المحتوم، وبعد سقوط حلب، أبلغ الشرع قائلاً: “الطريق إلى دمشق مفتوح”، في إشارة إلى انهيار النظام بالكامل.
التواصل مع الحرس الجمهوري
ومع انهيار دفاعات النظام، استمر الأحمد في التواصل مع قادة “الحرس الجمهوري”، القوة الأساسية التي تحمي بشار الأسد، وأقنعهم بعدم القتال، ما أدى إلى تفكك الدفاعات حول العاصمة دمشق وسقوطها دون مقاومة تذكر.
خلال المعركة، حافظ خالد الأحمد على اتصال مباشر ومستمر مع الرئيس الشرع، فقد كان يطلعه على التطورات الميدانية في صفوف النظام لحظة بلحظة، ويعمل على تأمين قنوات التواصل مع قادة النظام المنهار لضمان انسحابهم من دون مقاومة، مما أسهم في تفكك الدفاعات وسقوط دمشق بسرعة غير متوقعة.
وبعد انتصار الثورة وسقوط نظام الأسد، زار الأحمد دمشق عدة مرات، حيث التقى بالرئيس الشرع، ووفقاً لما ذكرته مجلة الإيكونوميست، التي أجرت مقابلة مع الأحمد.
اقرأ أيضا
اتفاق تاريخي في سوريا.. دمج قسد في مؤسسات الدولة
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
أخبار متعلقة :